* بكين - (أ. ف. ب.):
تبدو إيران اقرب من عمان لحجز البطاقة الثانية للمجموعة الرابعة إلى ربع نهائي كأس أمم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 أغسطس المقبل. وتلتقي في ختام الدور الأول اليوم الأربعاء عمان مع تايلاند في تشنغدو، واليابان حاملة اللقب مع إيران في تشونغ كينغ. وتتصدر اليابان التي ضمنت تأهلها الترتيب برصيد ست نقاط، تليها إيران (4) ثم عمان (1) وتايلاند (من دون نقاط).
وسيكون التعادل كافياً لإيران لمرافقة اليابان إلى دور الثمانية، أما فرصة عمان فتكمن بفوزها على تايلاند وخسارة إيران أمام اليابان، ففي حال فوز عمان 3 - صفر وخسارة إيران صفر -1، يتساوى المنتخبان العماني والإيراني في النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة أيضاً، ويتم الفصل بينهما باللجوء إلى القرعة لتحديد المتأهل. ويمكن لعمان أن تحجز بطاقتها من دون اللجوء إلى القرعة في حال فوزها 3 - صفر، وخسارة إيران صفر - 2 ، أو فوزها 4 - صفر أو 4 -1 وخسارة إيران صفر -1. وما قد يعقد مهمة العمانيين نجاح إيران في تسجيل ولو هدفاً واحداً لأن فارق الأهداف سيصب في مصلحتها. ورغم الحسابات المعقدة وصعوبة الموقف بالنسبة إلى العمانيين، فإنهم متمسكون بالأمل حتى اللحظة الأخيرة ويأملون في الوقت ذاته أن تقدِّم اليابان مستواها المعروف وأن تشرك اللاعبين الأساسيين أمام إيران.
ومن خلال ما قدَّمه في الجولتين الأوليين، يعتبر المنتخب العماني أفضل المنتخبات المشاركة في البطولة من الناحية الفنية وأكثرها مهارة وجمالية في الأداء، لكن عيبه الوحيد كان عدم الاستفادة من الفرص التي سنحت له أمام اليابان وإيران. ولم يخش المنتخب العماني وقوعه في المجموعة الأصعب في مشاركته الأولى في النهائيات الآسيوية، فكشف منذ البداية بقيادة مدربه المحنك التشيكي ميلان ماتشالا وجهاً متطوراً عكس النقلة النوعية للكرة العمانية في الآونة الأخيرة، فكان نداً قوياً لحامل اللقب في المباراة الأولى وخسر أمامه بصعوبة صفر -1 بعد أن أهدر لاعبوه فرصاً عدة أمام المرمى.
وكان قدر العمانيين أن يواجهوا عملاقاً آسيوياً آخر في المباراة الثانية هو المنتخب الإيراني، الوحيد الذي أحرز البطولة ثلاث مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976 ، لكنهم تفوقوا عليه بدرجة كبيرة فنياً فسيطروا تماماً على مجريات الشوط الأول وصنعوا العشرات من الفرص اكتفوا بالتسجيل من اثنتين منها، وواصلوا على الوتيرة ذاتها في الشوط الثاني رغم تقدم الإيرانيين للتعويض لكنهم أهدروا فرصاً عدة أيضاً وارتكبوا هفوتين دفاعيتين جاء منهما التعادل. وكان العمانيون في طريقهم إلى فوز محقق على إيران لكن هدف التعادل جاء في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من كرة رأسية لمحمد نصرتي إثر ركلة حرة فأحبط جهودهم طوال المباراة وعقّد مهمتهم في التأهل إلى ربع النهائي، حيث باتوا مطالبين بفوز كبير وبخسارة إيران في الجولة الأخيرة.
وتعرض العمانيون ل(ظلم) واضح نتيجة أخطاء حكم المباراة البحريني عبد الرحمن الدلوار الذي تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لهم في الشوط الثاني، ولم يطرد الإيراني محمد نصرتي الذي داس على ظهر المهاجم عماد علي الحوسني صاحب الهدفين عمداً ومن دون كرة، كما أنه بالغ في احتساب الوقت بدل الضائع فأضاف خمس دقائق ومنح الإيرانيين فرصة إدراك التعادل في الدقيقة الثالثة منه. ولم يقف المسؤولون في الاتحاد الآسيوي مكتوفي الأيدي بعد أحداث المباراة، فاتخذت لجنة الحكام قراراً فور انتهائها مباشرة بإبعاد الحكم البحريني مع ثلاثة حكام آخرين للساحة وستة للراية لعدم رضاها عن أدائهم في المباريات التي قادوها أو شاركوا في قيادتها في البطولة، اتبعته لجنة الانضباط في الاتحاد القاري بإيقاف ثلاثة لاعبين إيرانيين هم محمد نصرتي (4 مباريات) ورحمن رضائي وعلي بدوي بواقع مباراتين لكل منهما نتيجة اشتباكهما في الشوط الثاني مع تغريم اللاعبين الثلاثة مادياً. واعتبر المسؤولون العمانيون أن قرارات الاتحاد الآسيوي لم تكن بحجم ما حدث ضد المنتخب الإيراني وأنه كان يجب إعادة المباراة أو اعتبار عمان فائزة أو حسم نقاط من رصيد إيران على الأقل، لكن شيئاً من هذا لم يحصل.
وقدَّم الاتحاد الإيراني بدوره طلب استئناف لقرار إيقاف لاعبيه الثلاثة فرفض. وقد يكون المنتخب العماني قادراً على تقديم عرض فني راقٍ كما فعل أمام اليابان وإيران وأن يحقق الفوز على تايلاند اليوم، لكن تسجيله نتيجة كبيرة لا يمكن ضمانه، كما أن خسارة إيران أمام اليابان قد لا تتحقق لأن اليابان يكفيها التعادل أيضاً لضمان صدارة المجموعة والبقاء في تشونغ كينغ.
يذكر أن اليابان لم تظهر بمستواها المعهود أمام عمان وتايلاند رغم فوزها على الأخيرة 4 -1
وأعرب ماتشالا عن أسفه لضياع الفوز على إيران بعد العرض الكبير الذي قدَّمه المنتخب العماني، لكنه طلب من اللاعبين (التفكير فقط في المباراة ضد تايلاند ومحاولة استغلال الفرص بعد ضياعها في المباراتين الأوليين).
وتابع: (يجب أن نعمل من أجل الفوز في اللقاء الأخير وانتظار ما ستسفر عنه مباراة اليابان وإيران، وحتى نضمن تأهلنا لا بد لنا من الفوز بنسبة جيدة من الأهداف ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الاستفادة من الفرص أمام المرمى). وأضاف (ستكون مباراة إيران واليابان قوية، وآمل ألا يمنح غياب ثلاثة لاعبين إيرانيين الثقة للمنتخب الياباني فلا يقدِّم مستواه المتوقّع مع أنني أعتقد بأنه يريد ضمان صدارة المجموعة وسيلعب بقوة). ورغم حصول منتخب عمان على نقطة حتى الآن، فإن استقبالاً حافلاً يتم الإعداد له لدى عودته إلى مسقط، كما أنه تم صرف مكافآت للاعبين (بعد الأداء الفني المرتفع الذي قدَّموه أمام إيران واليابان).
|