أتابع ما يكتب عن السياحة والسفر والانتقال بين مناطق المملكة وفي هذا الصدد لاحظت ان البعض يعتقد انه أمر ضروري وحتمي ان يسافر كل عام!! أنا لا أنكر أهمية السفر وفوائده وكونه إيجابياً للعائلة ولكن لا بد ان يصاحب ذلك من وجهة نظري المقدرة المالية لرب الأسرة، فالسفر مكلف نوعاً ما خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الشقق واستغلال أصحابها للسائحين فالشقة التي لا تستحق سوى مائة أو مائة وخمسين ريالاً يؤجرونها بأربعمائة أو خمسمائة ريال!!
فالمرء ينفق آلاف الريالات في رحلته التي تستغرق عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً. هذه الآلاف إن كانت عن مقدرة ووفرة فلا بأس وأمر جميل ان يسافر الإنسان مع عائلته ويقضون وقتاً رائعاً هم بأمسّ الحاجة إليه بعد عناء العمل والدراسة والامتحانات.
ولكن ما رأيكم بمن يسافر كل عام وأموره محدودة وقدرته المادية ضعيفة !! في بداية فصل الصيف استمعت في خطبة صلاة الجمعة بجامع الراجحي في مدينة بريدة لفضيلة الشيخ مساعد المديفر إمام وخطيب ذلك الجامع وتطرق فيها إلى أنه وقف على بعض الحالات ممن يأخذون الزكاة ويسافرون بها!! والبعض يستلف من أجل السفر ولا يستطيع السداد!!
وأشار فضيلته إلى أنه ليس أمراً ضرورياً وحتمياً ان يسافر الإنسان مع عائلته كل عام. وأنا أوافق رأي فضيلته ورأي العقلاء والمدركين، فالسفر مطلوب وممتع ورائع ولكن مع القدرة المادية، أما ان يستدين المرء من أجل السفر فأنا لا أؤيد ذلك والإنسان الحصيف بإمكانه ان يسعد زوجته وأولاده وبناته في مدينته أو محافظته وان يستمتعوا بما لديهم من الأماكن والحدائق والمتنزهات ومواقع الترفيه، ولعله من المناسب ان يقتطع الشخص من مرتبه كل شهر جزءاً ويجمع ذلك كمصروف لرحلته في الإجازة الصيفية.
والله من وراء القصد.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي
بريدة - مركز التنمية
|