.... وصحوت..
كان حلماً طاف بي شرقاً وغرباً جنوباً وشام.. تبينت نفسي - وبهجة أهلي - وعيون صغاري تبرق - ليتنحى وقتها - الحكي - لصالح التأمل والفرح..
مشهد ولا أجمل..
حين رأيت فيما يرى (الصاحي اليقظ)..
أنني اصطحبت أسرتي - صباح يوم ربيعي متوج بشمس (أليفة) تصحبنا.. إلى مقر الانتخابات البلدية.. فقد كنّا خلال أسبوع مضى، نراجع قوائم المرشحين وأقدرهم على خدمة حيّنا، اتفقنا أن نرشح (راشد) فهو مهندس حاز على كثير من ثقتنا خاصة بعد أن صمم بيوتاً نموذجية لمحدودي الدخل، وتبرع عبر سنة كاملة بالتفرغ مجاناً لترميم بيوت الفقراء والمعوزين.. وله أيادٍ بيضاء وفعلية في إنشاء حديقة الحيّ..
وأذكر أنه قد فك الاشتباك بين عائلتين جارتين دأب أولادهما على إيذاء الجيران وإشعال الذعر والقلق في الحيّ..
انتخبنا راشد.. وتحقق لنا ما نريد.. وبدأت سلسلة من حالة مدنية، حيث أصر أصدقائي في الوزارة أن أرشح نفسي للمنافسة على منصب تنفيذي كبير.. وبدأت حمى الانتخابات حتى وصلتُ منتخباً. زوجتي ترشحت لإدارة المدرسة التي تعمل بها.. وابنتي رشحتها زميلاتها (بعرافة) الفصل لم تكسب بسبب (تزوير) تم من قبل معلمة لصالح ابنتها.. وسيعاد (الانتخاب) في وقت لاحق بعد احتجاج الطالبات.
رأيت وجوه الناس ملأى بالبِشر والسماحة ورأيت.. وزراء الخدمات العامة يجولون على أقدامهم مع الناس، ويصطحبون أطفالهم في الحدائق العامة.. رأيت كذلك الشوارع بلا مطبات.
والأرغفة الساخنة في متناول الجميع، والمحبة تغطي مساحة المدينة، ومقاعد الجامعة (متاحة للكل)..
والأطفال لا يتلعثمون في بناء جملة الوطن.. وأصابع الناس تدل على أي منحرف أو مجرم..
ورأيت.. رأيت.. رأيت ما يبهج الطير، لم يحجب (رؤيتي تلك) إلا صراخ زوجتي..
اصح... اصح.. قطعوا
الموية والكهرباء.. اصح..
فصحوت ثانية..
ثم.. متّ!!.
|