** كان إلى وقت قريب.. صيفنا هنا.. لا يتعدَّى الملاهي المعروفة فقط.. يتزاحم حولها الناس.. بحثاً عن منفذ ترفيهي لأبنائهم.. بل إن البعض لا يذهب إلى هذه الملاهي لأكثر من سبب.. مع أن هذه الملاهي لا يوجد بها سوى مراجيح وملاعب ومسابقات وأشياء بسيطة.
** اليوم.. صيفنا يشتعل بعشرات المناشط المختلفة في أكثر من مكان وأكثر من اتجاه.
** فبداية.. هناك عشرات الدورات العلمية وعشرات المناشط في المساجد.. وعشرات المخيمات.. وهذه كلها.. تحوي برامج مختلفة منوّعة (متعوباً عليها) يسهم في إثرائها.. نخبة من العلماء والدعاة وطلبة العلم والمفكرين.. ويستفيد منها آلاف الطلبة الذين يتجهون إلى هذه المحاضن؛ فيجدون كلّ ما يبحثون عنه.
** ثم إن أكثر المدن.. صارت تهتم اهتماماً كبيراً بالنشاطات الصيفية والسياحية الجاذبة.. حتى المدن التي كانت إلى وقت قريب لا تعدّ مدناً سياحية.. صارت اليوم مدناً سياحية جاذبة.. وصار الناس يرتادونها ويتفاعلون مع مناشطها.
** بعض هذه المناشط والبرامج.. يُعلن عنها ونقرأ عنها.. وبعضها ما زال مجهولاً؛ لأن بينه وبين الإعلام فجوة.. وبالتالي.. ظلّ غير معروف.. رغم أنه نشاط رائع وجيد وجاذب.
** الشاب والشابة.. والرجل والمرأة.. كلهم يجدون بغيتهم في مناشط الصيف، سواء كان ذلك في مدن أو مناطق سياحية.. كالطائف والباحة وجدة والمدينة وحائل والشرقية.. وجبال عسير.. أو غيرها.. أو كان ذلك في مدن ومناطق لا تعدّ سياحية.. ولم تصنَّف كذلك حتى وقت قريب.
** اليوم.. رجال الأعمال.. بدأوا يضخون أموالهم أو شيئاً منها.. في مجالات السياحة.. وبدأت صناعة السياحة تنشط وتتحرك.. وبدأت الهيئة العليا للسياحة.. تدعم وتشجع وتبارك وتساند وتعطي في كلّ اتجاه.
** واليوم أيضاً.. تفاعل الإعلام إلى حدّ معقول مع هذه المناشط والبرامج السياحية الصيفية.. وبدأت تأخذ مساحات معقولة في وسائل الإعلام.
** واليوم.. بدأت الأسرة تتجه إلى هذه المناشط وتتفاعل معها.. وتحاول الاستفادة منها.
** أجزم.. أن مناشطنا السياحية اليوم.. في سائر مدننا ومناطقنا.. تفوق مدناً أخرى - في الخارج - يتجه إليها عشرات الآلاف من أبنائنا سنوياً.. بحثاً عن صيف جميل.
** لا بدّ.. أن نتعاون جميعاً.. ونحاول تنشيط برامج الصيف.. ولا بدّ.. أن ندرك رسالة ودور الهيئة العليا للسياحة.. وماذا تضطلع به اليوم.. من دور عظيم لا يستهان به.
** لا بدّ أنكم شاهدتم المقابلة التي أُجريت مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في إحدى المحطات الفضائية العالمية.. وما قاله سموه حول السياحة في المملكة.
** كلام سموه.. كان كلاماً رائعاً للغاية.. وكان كله صراحة ووضوحاً ومنطقية.
** لقد وضع النقاط على الحروف.. وكان كعادته.. دائماً يحبّ الحوار والمكاشفة.. ويحبّ أن يكون واضحاً دائماً.. رغم حساسية ما تحدث عنه.
** أن صيفنا اليوم.. لم يعد بارداً باهتاً كالسابق.. بل أصبح صيفاً ساخناً حافلاً بالمناشط المتنوعة المختلفة.
** صيف سياحي مليء بكلّ ما نريد؛ ولهذا.. فإن علينا أن نتفاعل مع مناشطنا الصيفية.. وندعمها بكلّ ما نملك.
** وكلمة أخيرة نقولها لسعادة وكيل الوزارة لشؤون التلفزيون.. نقول: إن التلفزيون السعودي.. لكلّ مدن وقرى وهجر (المملكة العربية السعودية)، وليس لمدينة (جدة) ومدينة (أبها).. فقط.
|