Wednesday 28th July,200411626العددالاربعاء 11 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
السلام عليكم
عبدالرحمن صالح العشماوي

حينما نتأمل تحية الإسلام الخالدة، ونقف عند المعاني التي تحملها، نزداد حباً لها، وإيماناً بها، وشعوراً بتميُّزها عن غيرها.
إنَّ الحياة البشرية منذ أن أذن الله عز وجل لها أن تبدأ على وجه الأرض تقوم على السلام، وتتوق إلى السلام، وتسعى إلى السلام، يحققه مَنْ يحققه ويدَّعيه مَنْ يدَّعيه، ويبقى هو رمزاً لكل خير.
عندما خلق الله آدم عليه السلام وأمره أن يذهب إلى الملائكة حيَّوه بالسلام وأخبره الله أن (السلام) تحيته وتحية ذريّته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بل يظل السلام تحيّة أهل الجنة، فهو موصول لا ينقطع. لقد انثالت على ذهني مجموعة من معاني هذه التحية الإسلامية في اللحظة التي اتصل بي فيها برنامج (مستشارك) في التلفاز السعودي الذي كان يستضيف مقدِّمه الشيخ د. عايض القرني في حلقة عنوانها (السلام عليكم).
حينها وضعت أمام عيني كلمة (سلم) ومشتقاتها، فأشرقت معانيها الجميلة، واسترجعت في ذهني كلماتٍ قرأتها لبعض من مَنَّ الله عليهم بالإسلام من كفَّار هذا العصر، حيث كانوا يؤكدون أن من بين أهمِّ الأشياء التي لفتت أنظارهم كلمة (السلام عليكم) بكل ما لها من علاقة متينة بدين الإسلام، فكانت كلمة (السلام) من أسباب دخولهم الإسلام. يا لها من كلمة ذات إيقاع جميل.
(السلام عليكم)، تحية صافية صفاء نور الفجر في يومٍ لم تعرف أجواؤه الغيوم، صفاء نبضات قلب طفل بريءٍ لم يعرف الهموم. صفاء وجدان مسلم صادق مخلص متعلِّق بربه، تشرق شمس الإيمان في قلبه.
(السلام عليكم) كلمة ذات معانٍ جميلة، وآثار جليلة، وإيحاءات صادقة تقرب من نفوسنا معاني: الأمن والأمان، والرفق، واليُسر، والوئام، والمحبة، والبراءة، كلمة كالدُّرَّة الصافية التي لا تشوبها شائبة، تسعدك بمنظرها الجميل من كل جهاتها، فهي تزيدك حسناً وجمالاً كلما زدتها تأمُّلاً ونظراً.
يقال في اللغة: سلم سلامة وسلاماً: أي نجا وبرئ من كل عيبٍ أو آفة وسلم له المال أي أصبح خالصاً له دون غيره، وسلَّم عليه قال له: السلام عليكم، وسلَّمه من الآفات أي وقاه منها، وسلَّم الإنسان بالشيء رضي به، وانقاد إليه، وسلَّم الشيء خلَّصه مما يشوبه، وسالمه: أي صالحه وأعلن معه المسالمة والموادعة.
اسلم: انقاد وأطاع، واعتنق الإسلام وهو دين الأمن والسلام تسلَّم من الشيء: تبرَّأ منه، وتسلَّم فلانٌ أي صار مسلماً.
تسالم القوم: تصالحوا وتوافقوا، وتسالمت الخيل ترافقت وتوافقت حتى ما يَهيج بعضها بعضاً. ومن السلام الاستلام، يقال: استلم الحجر الأسود أي: مسحه بكفه أو لمسه باليد أو بالفم تقبيلاً.
ومن السلام الاستسلام والانقياد، وفي تعريف دين الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك.
ومن السلام: السِّلْم، والسَّلْم، بكسر السين وفتحها، ويقال: هؤلاء قَومٌ سَلْمٌ أي مسالمون، والسلام اسم من التسليم بمعنى التحيَّة كالكلام من التكليم.
ونحن مأمورون بإفشاء السلام، فرسولنا عليه الصلاة والسلام أمرنا بأن نؤدي تحية الإسلام (السلام) على من عرفنا ومن لم نعرف، ودلَّنا على أننا إذا أفشينا السلام فيما بيننا تحاببنا، ودار السلام هي الجنة وتحية المؤمنين فيها (سلام)، ومدينة السلام هي: بغداد نسأل الله أن يرفع عنها ما تعاني، وأن يعيد إليها الأمن والسلام.
أرأيتم أيها الأحبة هذه الروضة الغنَّاء من كلمة (السلام)؟
إشارة:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved