* رام الله - نائل نخلة:
كشفت صحيفة (يدعوت احرنوت) النقاب عن افشال ارئيل شارون رئيس الحكومة (عملية دولية) كان من المقرر أن يتم في إطارها الاعلان عن تقديم جائزة بمبلغ 10 ملايين دولار كل من يقدم معلومات مؤكدة حول مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد.
وكانت دولة اسرائيل دفعت ملايين الشواكل للاعداد لهذه العملية، وذهبت معظم هذه الأموال أدراج الرياح.
تمويه
تم التمويه على هذه العملية وحتى هذا اليوم من خلال جمعية بسيطة اطلق عليها (ولدحرا). ويكشف النقاب هنا للمرة الأولى عن الاهداف الحقيقية لهذه الجمعية. سجلت الجمعية في تشرين الأول عام 2001 وكان هدفها المعلن: (العمل بكافة السبل وجميع الوسائل القانونية من أجل اطلاق سراح روان اراد والاسرى والمفقودين والمختطفين الآخرين).
لكن من الناحية العملية شكلت الحكومة الاسرائيلية ومولت هذه الجمعية بهدف عرض الجائزة.
وتقرر القيام في نفس اليوم الذي يعلن فيه شارون عن تقديم الجائزة بحملة إعلامية دولية بتكلفة أولية مقدارها مليون دولار وجرى الاتفاق على استخدام الجمعية مواطنين وجنوداً يخصصهم الجيش لها.
تجهيزات ميدانية
وذكرت (يديعوت احرنوت) ان كل شيء ميداني جاهز منذ فترة: القيادة التي استؤجرت مكاتبها في برج شالوم بتل أبيب والمعدات المكتبية والهواتف والطاقم المهني الذي جرى تجميده خصيصاً للقيام بهذه المهمة، وتمكن أعضاء الجمعية من تجنيد وتأهيل 60 شخصاً من أجل تلقي المعلومات من بينهم مدنيون خدموا في اجهزة المخابرات.
ميزانية تتضاءل
ويتضح من ملف الجمعية أن الحكومة تعهدت بتمويل نشاطاتها بمبلغ 15 مليون شيكل ونقل الى الجمعية حتى الآن مبلغ 5 ملايين شيكل، لكن في الوقت الذي يتردد فيه شارون في مسألة الإعلان عن الجائزة تتضاءل الميزانية.
وعلى سبيل المثال جرى التوقيع في تشرين الأول عام 2002 على اتفاق مع شركة (الفدفون) من اجل نصب شركة اتصالات خاصة بتكلفة 3 ملايين شيكل.
ومن جهة ثانية تبلغ تكلفة الأجور والصيانة حوالي 600 الف شيكل سنويا.
شارون.. صادق على العملية وأفشلها
لكن رغم ان شارون هو الذي صادق على العملية المعقدة والباهظة التكاليف، استجابة الى طلب عائلة أراد يعمل هو نفسه على افشالها.
ورغم مرور أربعة أعوام ونصف العام على تشكيل الرابطة بموافقة رئيس الحكومة لم يصادق شارون على بدء عملها.
اما الذريعة الرسمية التي سلمت للجمعية فكانت: قد تؤدي نشاطات الجمعية الى افشال المفاوضات السياسية الجارية عبر قنوات مختلفة.
ملل
مل الصمت تحت ذريعة السرية رؤساء الجمعية والذين منهم جنرالات في قوات الاحتياط: ابيهو بن نون (رئيس الجمعية وقائد سلاح الجو سابقا) وغابي اوفير (قائد الجبهة الداخلية سابقا) ويهودا سيغب( رئيس قسم القوى البشرية في هيئة الاركان سابقا) وعامي ايلون (رئيس الشاباك سابقا).
وقرر هؤلاء في اجتماع عاصف يوم الاربعاء قبل اسبوعين نشر تقرير يكشفون فيه النقاب عن الفشل السياسي والمالي والفني والبيروقراطي في هذه القضية.
وقال مسؤول كبير في الجمعية: (منذ اسر ارون اراد قبل 17 عاما تجري مفاوضات غير مجدية. ويجري تأجيل نشاطاتنا منذ حوالي ثلاثة أعوام.
واجل شارون هذه النشاطات مؤخراً الى اشعار آخر. ونتكبد خسائر ونبذر اموالاً ووقتاً).
عظمة من حزب الله
قرر رؤساء الجمعية العامة في اعقاب اطلاق سراح مصطفى ديراني وبعد أن اتضح بأن العظمة الثانية التي ارسلتها اوساط في منظمة حزب الله لاسرائيل في مطلع شهر حزيران الماضي.
لم تكن لاراد وقال مسؤول في الجمعية: (اذا لم يتوفر لنا أي خيار آخر، سنبدأ بعد نشر التقرير العام، بجمع اموال بصورة شخصية، وبالامكان القيام بذلك بصورة موازية للقناة السياسية الضبط مثلما دفعت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار مقابل تسليم صدام حسين).
هذا ورفض رؤساء الجمعية التعقيب على النبأ وقال رئيسها بن نون: (لا يوجد لدي ما يمكن أن أقوله بهذا الخصوص، لأننا وببساطة لم نبدأ العمل، والحديث قبل بدء العمل امر سيئ جدا).
وقال محامي اراد: (عائلة اراد قررت عدم التعقيب على هذا الامر).
وعلم من مكتب شارون: (تعمل الحكومة طوال الوقت من أجل الحصول على معلومات موثوقة بخصوص مصير رون اراد واعادته الى اسرائيل. درس بالماضي ويدرس اليوم بديل (ولد حرا) ويجري رئيس الحكومة ومصادر أمنية اتصالات وثيقة مع رئيسها).
| 
"دوليات"