بلا تردد
هل آزرت الأنثى... الأنثى؟؟!!
هدى بنت فهد المعجل

اليوم.. وبعد عدة سنوات أمضيتها في الكتابة، والكتابة الصحافية بالذات أقر بأن الإناث لا يؤازرن بعضهن البعض بالصورة المطلوبة منهن والمأمولة!!
وبأن كل واحدة منهن (تقريباً) تضن بما لديها من خبرة، وتبخل في إطلاع زميلاتها الإناث.
أدلي بذلك ولا ماء في فمي أخشى انسكابه فقد ارتويت حد الثمالة...!!
لدينا في المملكة أعداد طيبة من الكاتبات السعوديات، والصحفيات ممن تحفل بهن مطبوعاتنا المنوعة والمتفرقة وتحظى بتحريرهن أعمدة وزوايا شهد الجميع بتميزها وتنوع الطرح فيها، ولكن:
* أين هن من مؤازرة بعضهن البعض، من تبادل الخبرات، من التواصل فيما بينهن، من تبادل إصداراتهن ونتاجهن المؤرخ في كتاب..
* أين هن من تقويم ما أعوج في بعض زوايا زميلاتهن، ومن مباركة ما استحسنّه من أعمدة؟؟
* أين هن من الدعوة لحضور محاضرة قيمة أو أمسية ثرية أو متابعة برنامج وحوار بناء؟ أكاد لا انتهي وإحدى الصحافيات روت لي تآمر زميلتها ضدها حينما شعرت بأنها قد تتميز التميز الذي يصرف عنها الأنظار.. استمر التآمر حتى تمكنت من إخراجها من الصحيفة وتفردها على رأس العطاء الصحفي في مكتب الصحيفة في (....)
أخشى وأنا أنادي (أين هن) أن يرتد إليّ صوتي خجلاً حيث لا جواب!!
***
بشأن هذه القطيعة وضعت مبررات يندى لها الجبين كالغيرة، وخشية ظهور إحداهن وبروزها على حساب الآخرى، فاضطررنا إلى طلب مشورة الرجل والركون إليه مع الاكتفاء به والحسرة تمزق القلوب وتربك هدأة الضمير.. وليس الأمر يقف عند هكذا نقطة لهان علينا!! ولكن بتنا نرى الأنثى تنشر غسيل أختها الأنثى على جدار متصدع لتقلل من شأنها.. وتحط من قدرها.. نافية أحقيتها بلقب المثقفة وكأنما اللفظة حصر عليها وحدها دون سواها.. ناسية أن الثقافة نسب متفاوتة كتفاوت نسب الناجحين فمنهم الممتاز، والجيد جداً، والجيد، والمقبول..
ورغم هذا يصبون في بوتقة النجاح كما نصب في بوتقة الثقافة ولكن بنسب متباينة، والحريصة من تسعى لرفع ما تمتلكه من نسبة متنحية عن تفاهة (التلطيش) وبالتالي تنشغل بنفسها عن سفاسف الأمور فلا تتهم في نزاهة نياتها، وأنها تعرقل سير زميلاتها بتعمد واضح.. فلا هي مانحة زميلاتها الرأي والمشورة.. ولسيت ممن ابتعدن بشرورهن عن الآخريات.
لذا وددت لو أن ملتقى الحوار الوطني الثالث عرج على سلبيات وإيجابيات موقف الأنثى المثقفة من رديفتها.