الشيء الذي يضايقني تماما حرص الإنسان على سماع مدح الآخرين له أو التعرض لهذه البضاعة.. ونشدانها بشيء من التلميح أو التصويح، والشيء الذي يكاد يقلقني حتى الجائفة او المأمومه أن يخرج إلى الناس كتاب تافه لكاتب أتفه، ثم تطالعنا على صفحاته الأولى أحاديث مدح وثناء للكاتب والكتاب.. وسيان عندي أن يكون المدح صادقا أو كاذبا.
والذي يحصب الآذان ويقرح المقل ألا يكون الكاتب والمكتوب على المستوى المرضي.
ان النزوع الى المدح.. أمر تستقذره الاحس الأدبية وتمجه الأسماع الواعية.. وتخمد في ثناياه كل الطاقات المشعة.
والذين يرضيهم ان تدندن في آفاقهم كلمات الثناء.. ويجدون الراحة الكبرى في استيعاب المطولات من المدح في معطياتهم العقيمة في فكرتها المهلهلة في أسلوبها هم أناس صبيانيون كلما أجهشوا بالبكاء دقت لهم الطبول.. ومدت في الثناء عليهم الألسن.
أقول هذا وأنا انظر إلى أناس لا يصدق عليهم ان يسموا كتابا يدفعون الى الناس بكتب قاحلة جوفاء.
ركيكة في أسلوبها..
ضحلة في أفكارها.. وفوق كل ذلك يفاتحون القراء بالصفحات الأولى وقد رصفت عليها المدح المسرف لهم ولأعمالهم الفكرية مع ان ما يقدمونه أقل من ان يكون في حساب التأليف.. وهو الى هذا لا يستحق القبول فضلا عن الثناء.
والشيء الأبعد في النكاية.. أن نتوسم في المؤلف خيرا ونتطلع منه الى أشياء أبعد في القوة والأصالة.
|