يعتبر الليزر من أهم وافضل الوسائل المستخدمة حديثا في مجال الطب بصفة عامة والعيون بصفة خاصة ، فما هو الليزر ؟ وكيف يمكن استخدامه في التطبيقات الطبية الخاصة بالعيون ؟
الليزر هو عبارة عن شعاع ضوئي له خصائص فريدة تجعله ، بالغ الدقة والتأثير على الأنسجة المطلوب معالجتها ، فهو ضوء ذو طول موجي واحد متماثل كليا وله اتجاه محدد بدقة ، مما يجعله آمنا للاستخدام لتأثيره على الجزء المطلوب دون الأنسجة المحيطة به. وكلمة ليزر هي تجميع للحروف الأولى من الطريقة التي يستخدم بها شعاع الليزر ، وهي تقوية الضوء ومعالجته بواسطة الإشعاعات المثارة.
نأتي إلى استخدامات الليزر في طب العيون وهي كثيرة ومتنوعة ، ولكل نوع من أنواع الليزر استخدامات محددة لإحداث التأثير المطلوب ، فمثلا يستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون لإزالة بعض أنواع الأورام والوحمات الجلدية حول العيون والجفون ، بينما يستخدم ليزر الأرجون في حالات العلاج من المياه الزرقاء عن طريق معالجة تصريف سائل العين بصوره طبيعية أو أحداث ثقب صغير يمكن من خلاله تصريف سائل العين ، ومن ثم المحافظة على ضغط العين في الحدود الطبيعية الآمنة ، كما يمكن للأرجون الليزر معالجة الكثير من أمراض الشبكية ، أهمها على الإطلاق مضاعفات السكر على شبكية العين إذا تم استكشافها في وقت مبكر ، والعلاج بالليزر يجنب مضاعفات خطره قد تحدث بالعين مثل الرشح والنزيف والتليف وانفصال الشبكية ، كما يستخدم ليزر الياج لمعالجة عتامة عدسة العين في حالات المياه البيضاء المعروفة بالكتاركتا ، وذلك بإزالة الغشاوة عن محفظة العين الخلفية بعد إزالة المياه البيضاء عن طريق الموجات فوق الصوتية.
وكما نرى فان الليزر يساعد في الكثير من الحالات المرضية التي تصيب العين ، وذلك دون اللجوء إلى الجراحة وبدقه اكثر من الآلات الجراحية نفسها ، بيد أن اكثر أنواع الليزر شيوعاً في الاستخدام حاليا على مستوى العالم هو استخدامه لتصحيح عيوب الأبصار المعروف بعيوب الانكسار ، ويستخدم فيها ليزر الاكزيمر الذي يعمل على تعديل سطح القرنية بدقة وبالطريقة المطلوبة ، وذلك لعودة حدة الإبصار دون الاعتماد على النظارة أو العدسات اللاصقة ، وكانت هذه العمليات تجرى جراحياً من قبل والمعروفة بتشريط القرنية ، وكان لها الكثير من العيوب حيث انها تضعف من تماسك قرنية العين وعدم ثبات مفعولها لفترة طويلة ، وارتجاع عيب الإبصار مره أخرى إلى ما كان عليه قبل الجراحة ، فضلاً على أنها لا تصلح إلا لحالات محدودة من عيوب الإبصار ، وهذه العيوب جميعا ثم تلافيها باستخدام الليزر كوسيلة دقيقه وذات فعالية كبيرة لتصحيح عيوب اكثر بدقة وأمان وليزر العيون ، إما أن يجرى بطريقه عاديه وذلك بتسليط شعاع الليزر للقرنية مباشرة لأحداث التأثير المطلوب ، وهذه الطريقة مناسبة لحالات عيوب الانكسار البسيطة أو عند وجود عتامات أو غشاوات أو أمراض سطحيه على القرنية ، حيث يقوم الليزر في هذه الحالة بإزالة تلك العتامات وتصليح النظر في وقت واحد ، أو يجرى بالطريقة الأحدث وهي والليزك وهي نفس العملية ونفس الليزر ولكن يتم عمل الليزر بعد إزاحة جزء أمامي من قرنية العين ومن ثم تسليط الليزر على القرنية ، ثم إعادة هذا الجزء لمكانه الطبيعي بحيث تعود القرنية لوضعها التشريحي الطبيعي مثل ما كانت عليه قبل إجراء الليزر.
وهناك طريقه احدث وهي (الليسيك) فبدلا من إزاحة جزء أمامي من قرنية العين يتم إزاحة النسيج السطحي فقط من القرنية ، ومن ثم عمل الليزر بالطريقة المعتادة و إعادة ذلك النسيج مره أخرى. وفي كل الأحوال يقرر الطبيب النوع المطلوب والمناسب لكل حاله بعد فحص وشرح وافٍ للمريض و إبلاغه بأنسب طريقه لإصلاح النظر.
وعلى ما سبق يتضح أن الليزر جهاز فعال ومفيد في الوقاية والمعالجة من الأمراض إذا تم استخدامه وتوظيفه بطريقه صحيحه ، وذلك للمحافظة والاستمتاع بواحدة من أهم نعم الله علينا وهي الأبصار .
د.محمد فوزي أبو الدهب
استشاري طب وجراحة العيون - زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية مستشفى المركز التخصصي الطبي |