هي عبارة عن توسع في الأوردة الدموية حول الخصية مما يؤدي إلى تجمع الدم حولها لفترة أطول.
تتواجد دوالي الحبل المنوي عند 15% من الرجال وتشكل السبب الأساسي للعقم عند 40%.
الأسباب: السبب الدقيق للدوالي غير معروف وأيضاً ليس من المعروف تماماً لماذا تؤدي الدوالي إلى اضطراب في قيم السائل المنوي وأحياناً إلى العقم أو تأخر في الإنجاب.
هناك نظريات كثيرة أهمها وأكثرها منطقية هو أن وجود الدوالي يؤدي إلى زيادة كمية الدم الموجودة حول الخصية وبالتالي رفع درجة حرارتها مما يؤدي إلى اضطراب في عمل الخصية (كمعمل لإنتاج النطاف وإنتاج الهرمون الذكري) حيث إن درجة حرارة الخصية أخفض من درجة حرارة الجسم الطبيعية.
هناك نظريات أخرى عديدة تحاول تفسير ذلك ولكن لا يوجد اتفاق كامل على معظمها.
تشخيص الدوالي: تتم عن طريق الفحص السريري بوضعية الاستلقاء والوقوف وقد لا يمكن تشخيصها إلا عن طريق الأشعة فوق الصوتية بالدوبلر الملون وحالياً نستعمل الدوبلر في تشخيص كل الحالات.
عادة تتواجد الدوالي في الطرف الأيسر أكثر من الطرف الأيمن بنسبة 90% أيسر و10% أيمن بسبب التوضع التشريحي للوريد المنوي الأيسر مقارنة بالأيمن وتتواجد بالطرفين بنسبة 7-1% فقط.
تعتبر الدوالي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى العقم عند الرجال ولذلك يعتبر الفحص السريري لها وإجراء الأشعة فوق الصوتية في حال الشك بوجودها عاملاً أساسياً في تقييم كل مريض لديه تأخر في الإنجاب وخاصة الشباب منهم، وهناك كثير من الشباب اليوم يقوم قبل الزواج بإجراء فحص سريري مع فحص للسائل المنوي للتأكد من سلامة عمل الأعضاء التناسلية.
السؤال الذي يسأل دائماً: هل كل شخص لديه دوالي في الخصية عليه أن يجري عملية ربط الدوالي؟ الجواب لا ليس كل مريض لديه دوالي في الحبل المنوي عليه إجراء العملية الجراحية وإنما تجرى في الحالات التالية:
1- عند وجود عقم (أو تأخير في الإنجاب) بوجود سائل منوي غير طبيعي.
2- ألم في الخصية
3- عند الشباب صغار السن (سن المراهقة) لأنها مع الزمن قد يزداد تأثيرها على حجم الخصية وإنتاجها.
وأهم أسباب إجراء العمل الجراحي لربط دوالي الحبل المنوي هو العقم، حيث إن كثيراً من الدراسات أثبتت أن إجراء العمل الجراحي لربط دوالي الحبل المنوي تحسن في إنتاج النطاف في حوالي 60-70% من الحالات ويؤدي إلى الحمل في 40- 50% من الحالات.
العلاج :
في حال إقرار لزوم العلاج فإن العلاج هو إجراء عملية ربط دوالي الخصية وهناك طرق عدة لإجراء ربط دوالي الخصية لا تختلف كثيراً عن بعضها من حيث النتائج وتختلف من جراح إلى آخر حسب تفضيله للطريقة وحسب خبرته بها، بالنسبة لنا وبعد اطلاعنا على جميع الطرق وإجراء أكثرها في مراكز عدة خاصة في جامعة نيويورك فقد اعتمدنا طريقة تعرف باسم Subingunal وهي إجراء العمل الجراحي عن طريق شق صغير لا يتجاوز طوله 1.5- 2 سم في أسفل المنطقة المغبنية وتحت التكبير، إما عن طريق النظارة المكبرة (Magnification) أو عن طريق المجهر الجراحي حسب الحاجة واختيار المريض.
ومحاسن هذه العملية هي :
1- فتحة صغيرة في أسفل البطن (1-2 سم)
2- لا يوجد فها شق للعضلات
3- لا يوجد ألم شديد (بسبب عدم وجود شق للعضلات)
4- عملية اليوم الواحد حيث يستطيع المريض الخروج في نفس اليوم وحتى بعد عدة ساعات.
5- حقن مخدر موضعي طويل الأمد في الجلد حيث إن المريض لا يشعر بألم لفترة طويلة بعد إجراء العمل الجراحي.
هناك طرق أخرى لإجراء عملية ربط دوالي الحبل المنوي مثل طريقة منظار البطن وغيرها ولحسن الحظ جميعها متوفرة لدينا، وبالمقارنة مع عملية الشق الجراحي فإن تكلفتها أكثر كما أن ليس لها فوائد كثيرة، لذلك نجريها فقط في بعض الحالات وبناء على رغبة المريض أو في حال وجود سبب واضح لها.
وأخيراً إن وجود دوالي الحبل المنوي شائع جداً لدى معظم الشباب ويشكل نسبة كبيرة من مرضى العقم.
وإجراء العمل الجراحي يتطلب وجود استطباب لذلك (سبب للعمل الجراحي) حيث ليس كل من لديه دوالي يجب أن تجرى العملية له، ولكن في حال وجود استطباب للعمل الجراحي فإن هذه العملية بإذن الله حالياً تعتبر من العمليات السهلة قليلة المشاكل وكثيرة الفوائد عند لزومها.
د. محمد سامر عبد الواحد
زمالة أمريكية في العقم والضعف الجنسي
جامعة نيويورك مستشفى المركز التخصصي الطبي |