* تشنجدو - عبد الكريم الجاسر:
أعلن الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب نائب رئيس اتحاد كرة القدم، رئيس بعثة منتخب المملكة لنهائيات كأس الأمم الآسيوية انه وبناء على توجيهات سمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اتحاد كرة القدم الأمير سلطان بن فهد فقد تقرر إنهاء عقد مدرب المنتخب الهولندي فاندرليم ومساءلة جميع أفراد بعثة المنتخب إلى الصين في أسباب خسائر المنتخب وخروجه من الدور الأول لبطولة أمم آسيا.
هذا وقد تهاوت الأحلام السعودية، واصطدمت بالواقع الفني المر الذي تترجم إلى خروج مهين وغير مشرف من بطولة الأمم الآسيوية الثالثة عشرة المقامة في الصين. وشهدت مدينة (شنجدو) الصينية تنازل الأخضر السعودي عن كبريائه الآسيوي الذي ظل صامداً مدة عشرين عاماً، ليعلن استسلامه من المرحلة الأولى للبطولة ويخرج خالي الوفاض بنقطة يتيمة وبمستوى فني سييء سيظل عالقاً على امتداد تاريخ هذه البطولة. جاء ذلك خلال لقاء المنتخب السعودي بالمنتخب العراقي، حيث استطاع الأخير بقيادة مدربه عدنان حمد من تحقيق الفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، معلنا تأهل العراق وخروج السعودية. جاءت الأهداف عن طريق نشأت أكرم ويونس خلف، وللسعودية حمد المنتشري في الشوط الثاني من المباراة.
الشوط الأول
اختار مدرب المنتخب السعودي الهولندي فاندرليم الأسلوب الهجومي فزج بالثلاثي ياسر القحطاني ويسري الباشا وعبد الرحمن البيشي دفعة واحدة في محاولة للإمساك بزمام المبادرة وتسجيل التقدم فيما كان خميس العويران وإبراهيم سويد وسعود كريري في منتصف الملعب وخلفهم الرباعي الدوخي وتكر والمنتشري والخيبري في الدفاع وفي المرمى منصور النجعي.
فيما كان المدرب العراقي عدنان حمد معتمداً على تغطية جميع مناطق ملعبه فأشرك حيدر عبد الجبار وحيدر عبد الأمير ومهدي عجيل وباسم عباس في الدفاع وفي خط الوسط غوار محمد ونشأت أكرم وعبد الوهاب أبو الهيل (حسان تركي) وقصي منير وفي الهجوم عماد محمد ورزاق فرحان وفي المرمى أحمد علي. ومن خلال تشكيلة المنتخبين يتضح أن المنتخب السعودي يعمل على تسجيل هدف مبكر لأن الفوز ولا غيره طريقه للوصول للأدوار التالية إلا أن واقع اللعب من خلال المنهجية التكتيكية للاعبين داخل الملعب أثبتت أن المحاولات الهجومية كانت من الطرفين حيث يعتمد العراق على اختراقات الظهيرين مهدي عجيل وباسم عباس لمساندة عماد محمد ورزاق فرحان مع بقاء لاعبي الوسط العراقي في أماكنهم وتقدم عبد الوهاب أبو الهيل فقط.
الأسلوب السعودي
اعتمد فاندرليم على تغطية مناطق الدفاع العراقي بثلاثة مهاجمين فكان القحطاني في العمق بين كماشتي حيدر عبدالجبار وحيدر عبد الأمير فيما كان الباشا على الجهة اليمنى والبيشي على الجهة اليسرى مما شكل تباعداً واضحاً نتج عنه انهيار الكثير من الهجمات السعودية لغياب المساندة واكتفى المنتخب السعودي بالتسديدات التي كان يطلقها سعود كريري الذي لعب دوراً كبيراً في الوصول للمرمى العراقي.
الأسلوب العراقي
الهجمات العراقية كانت تأتي في هذا الشوط عن طريق الأطراف خاصة في بدايتها وتنتهي بتسلم الكرة إلى عماد محمد ورزاق فرحان اللذين فشلا في اختراق الدفاع السعودي المكون من رضا تكر والمنتشري فيما غابت التسديدات العراقية والضربات الرأسية وتميز العراقيون بسرعة التعامل مع المرتدات عبر اللعب الطولي على الأطراف بعكس المنتخب السعودي البطيء جدا في مثل تلك الحالات.
مبادرة سعودية
بداية الشوط شهد مبادرة هجومية سعودية وهي متوقعة فسدد سعود كريري كرة قوية في الدقيقة الخامسة مرت بجوار القائم ويعود الكريري مرة أخرى ليسدد كرة ولا أروع في الدقيقة الحادية عشرة مرت خطيرة قرب المرمى فيما كان العراقيون يتحينون الفرص للانطلاق بهجمات مرتدة منسقة.
وصول عراقي
الدقيقة الثالثة عشرة شهدت أول وصول حقيقي من جانب المنتخب العراقي لمرمى النجعي حيث سدد عبد الوهاب أبو الهيل كرة قوية من داخل منطقة الجزاء السعودية أنقذها النجعي بصعوبة إلى ضربة ركنية لم يستفد منها العراقيون.
محاولات متبادلة
التنظيم السعودي طوال الشوط الاول كان ممتازاً وكانت السلبية الوحيدة تتعلق بالهجوم الذي لعب بشكل فردي مما سهل مهمة القضاء على محاولاته ولا يلام المهاجمون على لعبهم الفردي نظراً لتباعدهم إضافة إلى التعليمات الفنية للاعبي الوسط بعدم التقدم بفعالية وتبادل المنتخبان المحاولات وان كان العراقيون كانوا الأسرع في رسم لوحات هجومية فنية نظراً للانسجام الواضح بين عناصره.
النجعي مرة أخرى
الحارس منصور النجعي عاد مرة أخرى في الدقيقة 29 وصد كرة ولا أروع من الظهير العراقي مهدي عجيل الذي توغل وتخطى الخيبري وسدد ليصدها النجعي الذي كان مبدعاً في هذا الشوط.
كروت صفراء
حصل عبد الرحمن البيشي على كرت أصفر وكذلك لاعب العراق نشأت أكرم ولم يشهد الشوط الأول أي ألعاب خشنة واضحة.
تغيير عراقي
أخرج عدنان حمد مدرب العراق عبد الوهاب أبو الهيل الدينمو العراقي وأدخل حسان تركي ليفقد العراقيون قوة عناصرية مهمة وكان ذلك في الدقيقة الثلاثين من هذا الشوط.
نهاية سلبية
باستثناء تسديدة كريري الثالثة في الدقيقة ال32 لم يكن هناك هجمات حقيقية تشكل خطورة على المرميين وقد أنهى الحكم الكوري الجنوبي وين جوك شو الشوط بالتعادل السلبي بدون أهداف.
الشوط الثاني
دخل المنتخبان هذا الشوط بدون أية تغييرات على خريطة التشكيل الظاهري الذي انتهى به الشوط الأول ، في إشارة واضحة إلى الاستمرار في المنهجية الفنية السابقة وبالطبع كانت الضغوط أكبر على المنتخب السعودي الذي يحتاج إلى الفوز ولا غيره.
العراق يفتتح بنشأت !
الدقيقة السابعة ومع فورة الضغط السعودي على ملعب العراق ، يفاجئ لاعب الوسط العراقي نشأت أكرم الجميع ويسجل هدف التقدم العراقي ، بعد أن استغل تمريرة رزاق فرحان وسدد على يمين النجعي ، ويسأل لاعبو المحور وكذلك قلبا الدفاع لعدم تغطيتهما للاعبي العراق ، ومن يشاهد الهدف يتضح له أن هناك أربعة لاعبين عراقيين داخل المنطقة بجانب ثلاثة لاعبين سعوديين فقط ، وهذا خلل فني فادح نتيجته تقدم العراق بهدف.
فورة سعودية
الهولندي فاندرليم أخرج المهاجم يسري الباشا وأدخل مرزوق العتيبي بعد هذا الهدف ، وكأنه ينتظر أن تهتز شباك الأخضر لكي يبدأ في التغيير ، وذلك يعتبر قلة خبرة في المحكات التنافسية الكبيرة ، عموماً اللاعبون السعوديون تحركوا كما لم يكن من قبل ، واستطاعوا بسط سيطرتهم وأحكموا إغلاق جميع المنافذ المؤدية لمرماهم ، وضغطوا على حامل الكرة العراقي ونجحوا كثيراً في الوصول لمرمى أحمد علي.
المنتشري يعادل النتيجة
الدقيقة الحادية عشرة واثر الضغط السعودي الرهيب سجل المدافع حمد المنتشري هدف التعادل ، بعد أن استغل كرة الدوخي المرفوعة من جهة اليمين ليسجل داخل الشباك هدفا سعوديا أعاد المباراة من جديد بالنسبة للمنتخب السعودي.
تغييرات
فاندرليم أجرى تغييرين فأدخل المشعل والشلهوب بديلين للبيشي وكريري ، بينما أجرى عدنان حمد تغييرين دفاعي وهجومي فأخرج مهدي عجيل وأدخل حيدر رزار وأخرج رزاق فرحان وأدخل يونس خلف ، وقد أحدثت التغييرات بعض التحول خاصة في زيادة سرعة اللعب والحفاظ على العامل اللياقي.
هجوم بلا فائدة
الهجمات السعودية توالت على المرمى العراقي ، فسدد مرزوق كرة ولا أروع صدها أحمد علي على دفعتين ، وعاد مرزوق ومرر للسويد غير المراقب ومن على مشارف منطقة الجزاء العراقية يسدد إلى الخارج!!
ويعود المشعل ليضيع فرصة العمر للمنتخب بعد أن انفرد بالمرمى العراقي وصوبها بجانب القائم الأيمن لأحمد علي وسط ذهول الجميع ، وكان ذلك في الدقيقة الثلاثين.
رصاصة الرحمة
البديل العراقي يونس خلف يعلن خروج المنتخب السعودي من البطولة الأسيوية ولأول مرة منذ عشرين عاماً ، بعد أن استغل الفراغات الموجودة في الدفاع السعودي الذي كان مشغولاً بالهجوم حيث سجل الهدف العراقي الثاني في الدقيقة الـ 41 بعد أن انفرد باسم عباس الظهير الأيسر للعراق بالنجعي وسدد ليصدها النجعي ببراعة ، وتعود لغير المراقب يونس خلف ليسدد مباشرة بالمرمى السعودي ويعلن تأهل العراق إلى الأدوار التالية بجانب أوزبكستان التي فازت على تركمانستان 1-0 وهي النتيجة التي كانت تكفي ليفوز الأخضر ويتأهل ولكن !!
خروج بطعم العلقم
توالت الهجمات السعودية بدون أي فعالية حتى أطلق الحكم نهاية المباراة بفوز العراق وخروج مرّ للسعودية ، التي لم تحقق أي فوز يذكر خلال الأدوار الأولية في سابقة تاريخية تسجل بمرارة وسط حضور فني كبير لفرق عربية ليست ذات إنجازات كالأردن وعمان وقطر والعراق!!
تعامل
يبقى الخروج من البطولة يشكل هاجساً مؤرقاً ، ولكن التعامل مع مسببات هذا الخروج هي الأهم لدى الجمهور السعودي ، وبالتأكيد فإن النواحي الفنية لها نصيب الأسد في ذلك.
|