يلاحظ المصلون في غالبية المساجد عدم وجود إمام ومؤذن واحد.. بل تكرر الوجوه في بعض هذه المساجد عدة مرات في اليوم الواحد.
وهذا الوضع بلا شك له أضرر كثيرة.. أول هذه الأضرار عدم إقامة الصلاة في مواقيتها وهذا يؤدي لحرص جماعة المسجد على عدم الحضور إلا عند إقامتها.. وثاني هذه الأضرار أن كثيراً ممن يحلون محل الإمام لا يحسنون قراءة القرآن ولا أداء الصلاة بصورتها الصحيحة وفي هذا إخلال بشروط أمانة الإمامة والأذان فهما مسؤولان عنها يوم القيامة.. وثالث هذه الأضرار تقاعس الإمام المعيّن على القيام بمهام الإمامة كما كلف بها ويأخذ عليها أجراً مهما كان قدره. يقول تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} صدق الله العظيم.
وأما أخطر الظواهر التي أفرزها غياب المؤذن.. فهي إحلال عمالة آسيوية للقيام بالأذان أحياناً.. ونظافة المسجد دون تدقيق في أمر العمالة المكلفة بالقيام بهذه المهام فلئن قبل أمرها من حيث نظافة المسجد وحراسته فإن الأمر غير المقبول السماح لها برفع الأذان وهي لا تحسن النطق وهذا أمر معيب في حق شخص أوكلت له مهمة كهذه.
فالأمر المترتب على إسناد نظافة المساجد للعمالة الوافدة جد خطير أولاً قد تكون مخالفة لقانون العمل والعمال.
وثانياً فقد تمارس أعمالاً لغياب الرقابة عليها من قبل الإمام والمؤذن ولعدم قيام الجهات المختصة بالتفتيش على المخالفين في مثل هذه الأماكن لبعدها عن الشبهات وتكون هذه الخاصية لسكن هذه العمالة في هذه المساجد منطلقاً لممارسات فردية أو جماعية مع أبناء جلدتهم الذين قد يتخذون من المساجد ملاذاً آمناً من الشرطة وملاحقاتها للمخالفين.. وربما تصبح مأوى لإيوائهم.. وتأجيرها لهم من الباطن كسكن بمقابل.
وحتى نضع حداً لإفرازات عدم التزام بعض الأئمة والمؤذنين بأداء هذه المهمة التي أوكلت لهم بأجر وحتى لا يتركوها لغيرهم من الناس بجزء من المقابل المادي الذي يتقاضونه نظيرها أدعو لما يلي:
- تحسين الوضع المالي لهؤلاء الأئمة والمؤذنين بحيث يصبح راتباً كافياً لتفرغهم.
- عدم تعيين أي شخص يشغل وظيفة لأن هذا هو السبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة.
- تحديد جهة يتبع لها هؤلاء الأئمة والمؤذنون.
- أن تكون وظيفة الإمام والمؤذن من مهن معترف بها ويتم التعيين عليها بعد استيفاء شروطها.
- هذا التوجه يقضي على إفرازات العمالة الآسيوية التي تسكن في المساجد وتفادي ممارساتها الضارة.
والله من وراء القصد.. وما أريد إلا إصلاحاً يتوافق ومحاربة هذه الظواهر الوافدة.
|