Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

قصور الأفراح والبوفيهات المفتوحة قصور الأفراح والبوفيهات المفتوحة
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف / حريملاء

الحقيقة أن اختيار (البوفيهات) المفتوحة في مثل تلك المناسبات التي يدعى لها جموع غفيرة لا يستأنس بها، بل إنها تسبب الحرج وخاصة لدى كبار السن، ومعظم الحضور، فوقوفهم أرتالاً يتدافعون غير مستحسن فكأن الواحد منا يقول (لله يا محسنين) حيث إن كل كف يحمل صحناً ليأخذ ما يروق له من مأكولات متعددة الأصناف، ومن سلطات ومعجنات وملفوفات، الله أعلم بما يضمر بها من مقبلات ومشهيات عملت بأيدٍ بعيدة الشبه بأيدي ربات البيوت..!
ثم تعاد الكرّة مرة ثانية لتكملة الناقص.. بتراص الصفوف والتسابق على أحواض وأطباق الحلوى والفواكه، وتناولها وقوفاً، والواقع أن تلك المواقف كثيفة العدد لا يحلو للعين منظرها، فهي تلزم الإنسان في تلك اللحظات أن ينسى ثوب الوقار والحشمة.. كل ذلك مجاملة ومسايرة للظرف الراهن..، ويا حبذا لو اقتصر في حفل الزواج على الاستقبال - وتقديم القهوة والشاي، وشيء من المرطبات أو الفواكه - بدءًا من بعد صلاة المغرب حتى العاشرة ليلاً مع تقديم عشاء خفيف لمن يتأخر بحيث تنتهي مراسم الحفل لكلا الجنسين في تمام الحادية عشرة، ثم يمضي كل في سبيله لتوفر المال والجهد والوقت، فالنهج حالياً انتظار ممل جداً، ومضيعة للوقت، وهدر للنعم الهائلة التي أفاء الله بها على هذه البلاد في هذا الزمان، ويخشى ألا تدوم إذا استمررنا على الإسراف وعدم المبالاة، والمباهاة التي لا يسندها دين ولا ذوق سليم، وقد يقال إن هناك جمعيات تستقبل ما تبقى من أطعمة فهذا شيء يفرح ولا نزال بخير ما دام يوجد بيننا من يتطوع ويلتمس الأجر والمثوبة من المولى بتوصيل ما يستطاع إلى الفئات الفقيرة والأسر المحتاجة، ولكنها لا تستطيع استيعاب ولا استقبال جميع الولائم والمآدب التي تقدر بالمئات، وخاصة في مدينة الرياض والحل الأمثل في ذلك الاقتصاد في كل ما يقدم على جميع الطبقات والمستويات حفظاً وإكراماً لنعمة الله، وتخفيفاً للأعباء التي يتحملها الأزواج، وقد سبق أن كتبت مقالاً في صحيفة الرياض يوم الأحد 6-5-1421هـ تحت عنوان (اقتصدوا في المناسبات وقصور الأفراح) أوضحنا فيه وجهة نظرنا ونظر الكثير حول الحث على الاقتصاد، وتقديم طعام العشاء قبل العاشرة ليلاً لأسباب كثيرة، ومقال آخر مماثل لذلك بعنوان (وقفة مع شقائق الرجال) ولكن البعض منهن هداه الله لم يزده إلا إيغالاً في السهر والتخفيف من الملابس السميكة الساترة لمجاسدهن..!، وعسى الله أن يردهن إلى لباس الحشمة رداً جميلاً ولقد أيقظ قلمي لهذا الموضوع الاستطلاع الذي تبنته الأستاذة سمر مقرن مع بعض الأديبات أمثال: أسماء المنيع، ودينا المهدي، ورشا، وفائزة عبدالله، ونورة الفاضل، وقد أجملن في رأيهن أن تأخر المدعوين والمدعوات إلى ما يقرب من منتصف الليل يحتاج إلى حل جذري لا تنقصه الشجاعة لأن عدم المبالاة بمشاعر الآخرين يفقد حفل الزفاف بهجته ويثقل على الداعين والمدعوين معاً، إضافة إلى أنه مرهق بدنياً للجميع، مما جعل البعض يعتذر عن الحضور والبعض الآخر يخرج قبل تقديم الطعام الذي أنفقت عليه المبالغ الباهظة ليبقى رهن الصحون مشتكياً أرباب البذخ والسرف، فالطير على صغره إذا قتل ولم يؤكل يأثم صاحبه كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قتل عصفوراً عبثاً جاء يوم القيامة يعجّ إلى الله يقول يا رب إن هذا قتلني عبثاً لم ينتفع بي ولم يدعني آكل من خشاش الأرض) صححه ابن حبان.
فكيف الآن بذوات الأسنام والخراف وبنات البحار- الأسماك- التي كثيراً ما تودع في أماكن لا يليق وضع نعمة الله فيها.. خلاصة هذا الموضوع أن يحدد موعد تقديم الطعام في بطاقات الدعوات قبل العاشرة ليلاً، مع القصد في جميع النفقات واختيار الأماكن الأقل تكلفة ليسعد الزوجان بليالٍ ملؤها الفرح والغبطة، وليحيا حياة سعيدة تحفها أجنحة اليمن والمسرات، ومُهنياً للجميع مردداً هذا البيت لكل متزوج:


ودم سالماً من كل سوء مهنئاً
بما نلته دهراً وما أنت نائله


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved