Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أوراق مبعثرة أوراق مبعثرة
وسيلة محمود الحلبي/ عضو جمعية هيئة الصحفيين السعوديين - كاتبة ومحررة صحفية

الورقة الأولى
إن الحياة الدنيا، قطار كثير التوقف وكثيراً ما توقف القطار في محطات كثيرة ومتنوعة ينزل البعض ويأخذ البعض الآخر.. وكثيراً ما وقف قطار الحياة وودعنا أناساً أعزاء دون كلمة وداع كما نستقبل من خلال محطاته أناساً يأتون ليضعوا لبنة في بناء المجتمعات.
ففي مرحلة الوداع نذرف دموعاً غزيرة، وأثناء الاستقبال نذرف دموعاً مغمورة بالابتسام وشتان بين الدمعتين.
فالحياة الدنيا تخدعنا بمظاهرها البراقة، ولكنها تخفي عنا الكثير الكثير، فالدنيا التي نعيشها بحلوها ومرها لابد أن تجرح فؤادنا، فليست كل ابتسامة في الشقاء تعبر عما يلج في القلب. وليست الحياة باسطة لنا ذراعيها بالورد وبالحب، فهي تخفي في باطنها مشاكل ومصاعب يختزنها الزمان لنا، فعلينا أن نتحمل من هذه الحياة الكثير. فالحياة لا تصفو دائماً لذلك ما علينا إلا أن نتحمل مصائبنا ونخفف من حدتها ونتذكر الله سبحانه وتعالى في أحلك الأوقات فبذكر الله تطمئن القلوبن وترتاح النفوس، وتهدأ النفس، ولنعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً، ولنعمل لآخرتنا وكأننا نموت غداً، ولا ننسى أن الحياة دمعة وابتسامة.
الورقة الثانية
السعادة كلمة يلهث خلفها البشر في كل مكان يطلبونها ويركضون خلفها، وإذا زارتهم تشبثوا بأستارها واسترحموها البقاء. ولكن هيهات، هيهات..!!
فالسعادة ضيف خفيف ما أن يأتي حتى يشد رحاله إلى مكان آخر ليسكن قلب إنسان آخر. وكثيراً ما نسمع بأن السعادة وهم: علماً بأن السعادة حقيقة ملموسة وليست وهماً أو سراباً، إنها واقع نعيشه مع ابتسامة طفل وفي دموع أم سعيدة بلقاء ابنها الغائب، وفي دعوة شيخ جليل لنا، وفي زيارة صديق لنا أثناء المرض، وفي دموع الفرح بالنجاح أياً كان نوعه، وفي لحظة رضا عن النفس السخية بالعطاء. إنه شعور لذيذ يمتلك نفوسنا للحظات معدودة وربما لأيام يدثرنا بدفئه، ويقينا برودة المشاعر، وصقيع الأحزان. إذن لابد من أننا نستطيع أن نعيش السعادة ونستقي من معين نشوتها إذا لم يكن طلبنا أن تكون السعادة مثالية كما نستطيع أن نعيشها إذا فتشنا عنها في حنايا الضلوع وفي أعماق النفس لأن السعادة تنبع من أعماقنا وبإحساسنا بأن الخير لا ينتهي.
فالسعيد حقاً هو الذي تشرق نفسه أبداً بالحب والأمل والخير والعمل الصالح وهو الذي يبتسم حتى في الوجوه الحاقدة، والذي يسامح النفوس الضعيفة، فالتغلب على الجروح والأزمات ومسح دموع الآخرين هو جوهر السعادة.
الورقة الثالثة
لو أننا نتوقف لحظة أو نتعقل قليلاً قبل أن نندفع، أو ننفعل أو نحكم على الأمور.
لو أننا نصغي لبعضنا البعض ونجعل الابتسامة تسبق الكلمة لانتهت خلافاتنا ومشاكلنا.
ولو أننا نبسط مائدة خضراء للتداول ونضيء شموعاً بيضاء ونتناقش في صفاء لا تبعدنا عن الأزمات النفسية، ولكننا حينما نستسلم لذلك الانفعال المجنون وتلك العاصفة الحمقاء، فإننا سنفترق في صمت وكبرياء.
قد يفقد المرء الشيء الكثير في لحظة عناد، قد نفقد الصديق، والأخ، والولد، والمال.. وقد نصحو بعد العاصفة الهوجاء لنقول: (يا ريت.. يا ليت) ووقتها لا ينفع أبداً الندم..
الورقة الرابعة
في كل مساء وقبل النوم والخلود للأحلام.. لابد من وقفة مع النفس نسترجع فيها ما حدث معنا خلال اليوم كله. لابد من مراجعة للنفس ومحاسبة، علينا أن نعرف أن الدقائق والثواني والساعات التي ضاعت من عمرنا بهذا اليوم هل استفدنا منها أو أخذنا بها غيرنا أم أننا خسرناها، وكانت هباء منثوراً.
إن الجلوس على كرسي الاعتراف مساء كل يوم يعطينا عزيمة للأمام وينير درب أيامنا القادمة ويقف بنا على كل صغيرة وكبيرة تمر بنا، ما أجمل محاسبة النفس.. قبل أن يحاسبنا الآخرون.. وما أجمل أن نرى نتائج هذه الحسبة وهي مراجحة في كفة الميزان فوقتئذ ننام ملئ جفوننا وحينئذ ننعم بأحلام سعيدة، ونحن هادئو البال سعداء بما قدمنا.
- ما هي الأماني التي نتمناها لنا وللغير؟
- ما هي الصعوبات التي مررنا بها ووقفنا أمامها عاجزين؟
- ماذا يمكننا أن نفعل ولم نستطع؟
- وماذا غداً بإذن الله نحن فاعلون؟؟
إنها تساؤلات كثيرة، ولكنها مفيدة..
وبعد الجلوس على كرسي الاعتراف أتمنى لكم نوماً هانئاً وأحلاماً سعيدة.
لحظة دفء
بيني وبينك ما هو أكبر من الحب
لقد تجاوزنا هذا منذ زمن
بيني وبينك المودة والألفة والتواصل
هذا الطوفان من المشاعر الذي يملأ خلايا الدم والأعصاب عندما نكون معاً..
كل منا بتلقائية وعفوية يتفنن أن يزرع بسمة على شفتي الآخر.. ويترقب حركة عينية ليلبي له ما يطلب. في لحظات الصفاء يتألق بيننا المرح والدعابة.
بيني وبينك الامتنان الذي يختزل كل المشاعر ويسمو فوقها.. لم أعد أرى في الأحرف والكلمات أداة للتعبير.. فلحظة الصمت أداة تعبير، تألق العين أداة تعبير، تهلل الوجه أداة تعبير ويصبح هذا التعبير أكثر بلاغة وأعظم صدقاً من الكلام ألم أقل لك بيني وبينك ما هو أكبر من الحياة.

تليفاكس: 2317743
للتواصل: ص.ب: 40799 الرياض: 11511


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved