دخلت على أحد المديرين يوماً فوجدته يصارع أوراقه وملفاته في إطار طاولة مكتبه التي تختلط بقديم المعاملات وجديدها وعاجلها وآجلها بالإضافة إلى سيل المكالمات الهاتفية وجمهور المراجعين.
قال لي: إن وقتي لا يسمح بمقابلتك الآن فأنا كما ترى!! لا وقت لدي لإنجاز كل هذه الأعمال. تركته بعد أن حصلت على موعد جديد وفعلاً بعد مدة زرته في الموعد المحدد وعندما دخلت مكتبه رأيت نفس المنظر السابق وسمعت نفس عبارات الاعتذار بتأجيل الموعد لازدحام العمل!!
عندئذ قلت له: هل تعلم يا عزيزي أن تفويض الصلاحيات يعفيك من النظر في الإجراءات الشكلية ذات الطابع البسيط والتي يستطيع القيام بها أي موظف في إدارتك والذين شاهدتهم قبل قليل لا عمل لهم سوى الحقيقة فقط!!
إن توزيعك العمل بين معاونيك ومرؤوسيك يمنع تزاحم الأعمال كما هو حاصل الآن، ويوفر لك الوقت للاتجاه لما هو أهم!.. إضافة إلى أن إعطاءك بعض الصلاحيات لمرؤوسيك سينمي فيهم روح المبادأة والمشاركة في اتخاذ القرار في حدود الصلاحية المفوضة وسيريحونك من العديد من الأعمال الشكلية التي ترهق بها دماغك ومكتبك ومراجعيك.
بصمة..
(للتفويض أسس هامة منها: الجرأة، وضوح حدود التفويض، حسن اختيار المفوض).
|