ما هو نصيب المواطن من الانتخابات البلدية التي شرعت مؤخرا؟ قد لا أستبق الأحداث، ولكن..
تجربة وليدة كهذه تأتي في سياق تعميم دور المواطن في حقه من خلال الانتخاب، وهو ما يتزامن مع قراءة سريعة لبوادر الوعي، إذا أخذنا في الاعتبار تفاوت هذه الحالة ونسبيتها، في مجتمع يعج بالألوان والأطياف المختلفة.
ماذا ننتظر من المواطن العادي والبسيط ان يوجز احتياجاته في ترشيح مَنْ يراه جديرا بتفعيل المسؤولية وترجمتها؟ كل ذلك لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حالة من الشعور الكامل بما يمكن ان تحققه مثل هذه التجارب.
أكثر ما سرنا من خلال الإعلان الرسمي، الذي أعلن توقيتها وتفاصيلها، انه قد تم الاستعانة بدراسات وخبرات دولية في هذا الشأن، كون ما سيحدث سيخضع للتجربة الاولى، والتي لابد وان تُصاحب بشيء من الجدية في التنفيذ، وان يعي المواطن حاجياته ومبتغاه، بدلا من الاستعانة بكثير من القيم الاجتماعية السائدة، والتي ترى في المثل الشعبي (أنا وابن عمي على..) إرثاً وثقافة اجتماعية لا يمكن ان تنفصل عن مجتمع يحفل بكثير من الاختلافات التي تبجل مثل هذه الفوارق.
لا نلوم التركيبة الاجتماعية التي كونت نسيجنا العام، فهي قدر عام لا يمكن الهروب منه، لكن، ورغم تقديرنا التام لمثل هذه الأطر، إلا اننا بحق بحاجة أكثر إلى مبدأ الكفاءة، وأن يتمثل الناس جميعا في الأجدر والأمكن على ترجمة احتياجاتهم والعمل الجاد على تحقيقها، من أجل مصلحة عامة يعود نفعها على الجميع بكل تأكيد، أما إذا بقينا على مسألة القبيلة والعزوة والتحزّب، فلا أظن الالتفات إليها سيكون مناسبا لمبدأ الانتخابات نفسها؛ لأن حالة وعي عامة ومستنفرة، تتطلب استدعاء الإحساس الوطني والموضوعي، لمن هم أكثر كفاءة وخبرة واستنارة، بمبدأ واحد لا سواه: مصلحة المواطن أولا. ولن يبقى هذا الهمّ بعيدا، طالما تحقق فعل التجربة، وأصبحت وليدا نتمعن نمو مراحله ونشارك في نشأته الصحيحة.. طالما أخذ وقته الطبيعي، وأصبح جزءاً فاعلاً في جسد الوطن.
|