Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

شئ من المنطق شئ من المنطق
الجهاد التنموي ومستقبل العمل الإسلامي
أ.د. مفرج بن سعد الحقباني

قد يكون من دواعي الفخر والاعتزاز الوقفات الدائمة التي تقفها حكومة هذه البلاد ومواطنوها بجانب إخوانهم المسلمين في كل موقع من مواقع تواجد الموحدين ، وقد يكون من الفخر والاعتزاز ما قامت به هذه البلاد والمواطنون لدعم إخوانهم المسلمين أثناء أزماتهم المختلفة ، التي يأتي في مقدمتها الأزمة الفلسطينية والأفغانية والبوسنية والشيشانية وغيرها من كوارث الدنيا التي اعتادت الأمة الإسلامية مواجهتها بثبات ، وعلى الرغم من تنوع أشكال الدعم ، إلا أننا في الآونة الأخيرة بدأنا ندفع ثمن بعض التصرفات غير المنضبطة لبعض الجماعات التي لا تريد لهذه البلاد ولا للإسلام العزة والنصرة ، ولا تعي مخاطر تصرفاتها وتداعياتها السلبية على مستقبل الإسلام ، الذي أزعج انتشاره السريع أعداء الأمة في كل مكان.
ولعل ما تتعرض له المملكة العربية السعودية والعمل الإسلامي بشكل عام من هجمات إعلامية وعقبات إجرائية ، ما هو إلا ثمار لهذا العمل المتخبط الذي لم يرتبط بفقه الواقع ولم يحترم تعاليم الإسلام في بلاد الإسلام ، وعلى الرغم من كل ذلك فإنني متفائل جداً بمستقبل مشرق - بإذن الله - لهذه البلاد ، بعد أن بدأت معالم الوعي الوطني تنمو بشكل متسارع في أوساط جميع فئات المجتمع ، وبشكل خاص فئة الشباب التي تعرضت لامتحان فكري خطير اجتازته بتميز ملحوظ ، وبعد أن تأكد الجميع أن الدفاع عن الإسلام يبدأ أولا بالعمل الجاد لحماية الوحدة الوطنية وزيادة مقومات استمرارها.
ولعل من أهم ثمار الأحداث الحالية القناعة الوطنية بضرورة تركيز الجهد على تطوير ذات المواطن السعودي ، وتأمين احتياجاته الضرورية وعلى التوسع في العمل الخيري الموجه للمواطن في مختلف مناطق المملكة ، مما سينعكس - بإذن الله - على مستقبل التنمية الشاملة ، ويحد من مسببات التطرف والانحرافات الفكرية والسلوكية ، وفي هذا السياق وحتى نحقق فائدة إيجابية ملموسة من الأحداث الأخيرة ، أتمنى أن ينطلق مفهوم الجهاد التنموي باعتباره مطلباً ضرورياً من متطلبات التنمية لهذه البلاد التي تعتبر محور ومركز العمل الإسلامي العالمي ، وباعتباره الآلية الفاعلة لتحقيق الاكتفاء العلمي والتقني والمعلوماتي للأمة الإسلامية.
فعلينا بدلا من تتبع مهاترات الانترنت ومقابلات الفارين من رحمة المجتمع إلى جحيم التشرد والغربة أن نعيد النظر في سلوكنا وإنتاجيتنا وتعاملاتنا كمسلمين وأن نسعى لتطويرها ، بما يتفق مع مقتضى التعاليم الإسلامية بعيداً عن التطرف الذي يورد الهلاك والتخلف التنموي ، كما علينا ان نستفيد من تجارب ومحن المجتمعات الأخرى التي تقاذفتها الاختلافات الفكرية تحت غطاء حرية التعبير فصارت وفقاً لمعدلات التنمية في صفوف الدول المتخلفة ، على الرغم من مواردها الاقتصادية والبشرية الهائلة.
وأخيراً علينا أن نعي أن العمل الإسلامي يعتمد بشكل كبير على كينونة المملكة العربية السعودية ، ولذلك سخرت الشركات الإعلامية الصهيونية كل طاقتها وقدراتها للنّيل من هذه الكينونة لقناعتها بالتلازم بين هذه الكينونية والنفوذ الإسلامي العالمي ، وبالتالي فإن الجهاد التنموي هو السبيل الأمثل للمحافظة على هذه الكينونة وعلى نفوذ وقوة العمل الإسلامي.
فهل نعي طبيعة وماهية هذا التلازم ؟ أتمنى وأتوقع ذلك..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved