* فيينا - (أ. ف. ب):
يقول المؤرخون: إن الحرب العالمية الأولى أدت إلى انهيار الإمبراطورية النمساوية - المجرية، والإمبراطوريات الألمانية والعثمانية والروسية، وأدت إلى ولادة عدد من الدول المستقلة، وظهور الأقليات في أوروبا والشرق الأوسط.
وبدأ انهيار تلك الإمبراطوريات عندما أعلنت فيينا الحرب على صربيا بعد اغتيال ولي عهد سلالة هابسبورغ فرانز فرديناند في سراييفو على يد مواطن من صرب البوسنة في 28 حزيران - يونيو 1914 .
وكانت سلالة هابسبورغ على مدى 500 عام من أعرق وأقوى العائلات المالكة في أوروبا؛ حيث حكمت شعوباً تتحدث 11 لغة وتعيش في مساحة تمتد بين سويسرا والحدود الروسية. ويفسر المؤرخ الألماني مينهولف إرينز من المعهد المجري في ميونيخ أن التمييز الإتني المنتشر والبيروقراطية سرعا في انهيار الإمبراطورية، وقال: (لقد تغيرت الأمور بشكل مفاجئ جداً صيف 1918).
وأضاف (بحلول تشرين الأول - أكتوبر 1918، بدأت الإمبراطورية في الانهيار من الداخل. واختفى ولاء الشعب وبدأت القومية في الظهور من كافة الاتجاهات). ويوضح إرينز أن الحرب العالمية الأولى أدت في النتيجة إلى ظهور مفهوم الدولة - الأمة في وسط أوروبا والشرق الأوسط، والقمع الوحشي للأقليات التي حوصرت خلف حدود وهمية.
وأضاف (قبل الحرب العالمية الأولى، لم تكن هناك فكرة عن الدولة القومية الحديثة، ولم يكن هناك وجود سوى للدول ذات الإتنيات المتعددة.
وقد يقول مزارع إنه سلافي أو أرثوذكسي أو مسلم. لكن بعد الحرب بدأت محاولات القضاء على الأقليات).
وأدت الحدود التي تم ترسيمها في مؤتمر باريس عام 1919 للسلام، إلى خلق مشاكل أسفرت عن حرب البلقان في التسعينيات ولا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم في بغداد.
وأوضح إرينز (نستطيع أن نرى آثار ذلك في سوريا والأردن والعراق. من هم العراقيون؟ هم الأشخاص الذين يعيشون في بغداد وما حولها. وفور انهيار النظام لم يعُد هناك وجود لمجموعة موحدة. ما السبب الذي قد يدفع الكردي لأن يكون مخلصاً لبغداد)؟
وأضاف (إن من رسم الحدود هم أشخاص لم يكونوا يملكون خرائط اقتصادية أو عرقية. إن هذا أمر مأساوي).
|