مؤتمر الحزب الديموقراطي يرشح كيري رسمياً للرئاسة الأمريكية
تظاهرات تتزامن مع مؤتمر الديموقراطيين وتطالب بإنهاء احتلال فلسطين والعراق

  * بوسطن الوكالات:
تزامنت تظاهرات أمريكية حاشدة تطالب بالانسحاب من فلسطين والعراق وهايتي مع المؤتمر القومي للحزب الديموقراطي الأمريكي الذي بدأ أعماله أمس وسط حضور دولي كبير ومرموق. ويختار المؤتمر في هذا الاجتماع الذي انعقد في مدينة بوسطن عضو مجلس الشيوخ جون كيرى مرشحاً له في انتخابات الرئاسة المقبلة.
ومع مشاركة ما يقرب من ثلاثة آلاف مندوب من الحزب الديموقراطي في المؤتمر يحظى كيرى بمساندة أغلبية ضخمة؛ مما يعزز فرصته في الفوز بمساندة الحزب لترشيحه رسمياً هذا الأسبوع. وفي ختام المؤتمر مساء بعد غد الخميس سيكون بوسع كيرى إلقاء أهم خطاب له في إطار حملته الانتخابية يعلن فيه قبوله ترشيح الحزب الديموقراطي. وسيصبح كيرى المنافس الرئيسي في الانتخابات للرئيس الحالي جورج بوش الذي يسعى للفوز بفترة ولاية ثانية والذي يتوقع اختياره رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري خلال مؤتمره السنوي العام في شهر آب - أغسطس في مدينة نيويورك. وتشير استطلاعات الرأي حالياً إلى تساوي المرشحين في نسبة تأييد الناخبين. وأمضى كيرى يوم الاحد في ولاية أوهايو وهي من الولايات الرئيسية في الغرب الاوسط الأمريكي وذلك قبل أن يظهر على نحو لم يكن متوقعا في بوسطن ليعلن افتتاح أول مباراة في مسابقة رياضة كرة القاعدة (بيسبول) بين فريق ريد سوكس المحلي ومنافسه نيويورك يانكيز. وفي ظل مخاوف من الارهابين الخارجي والداخلي قبل انتخابات الرئاسة في الثاني من تشرين الثاني - أكتوبر اتخذت إجراءات أمنية مشددة لحماية مؤتمر الحزب الديموقراطي. ونشر آلاف من أفراد شرطة مدينة بوسطن وشرطة ولاية ماساتشوسيتس بمناسبة انعقاد المؤتمر فضلا عن نشر أعداد ضخمة من عناصر الاجهزة الاتحادية لإنفاذ القانون بما فيها مكتب التحقيقات الاتحادي وجهاز الخدمة السرية المكلف بحماية المرشحين للرئاسة. كما استدعي أيضا أفراد من الحرس الوطني في الولاية لتوفير الحماية.
وسيشهد المؤتمر كلمات يلقيها الرئيس الأسبق جيمي كارتر والرئيس السابق بيل كلينتون، وكلاهما ينتميان إلى الحزب الديموقراطي. في الوقت نفسه ينتظر أن يعلن خلال الاسبوع رسمياً اختيار الحزب عضو مجلس الشيوخ جون إدواردز لخوض الانتخابات على منصب الرئيس مع كيري وأن يلقي إدواردز خطاب قبول الترشيح مساء غد الاربعاء. كما سيقر أعضاء الحزب أيضا البرنامج الرسمي الذي يتضمن مجموعة متنوعة من القضايا السياسية. وشهدت المؤتمرات القومية للحزبين الرئيسيين في العقود الماضية خلافات شديدة بشأن الترشيحات في انتخابات الرئاسة.
هذا وقد أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت ان عدد الزوار الاجانب للمؤتمر يكشف عن اهتمام وعن قلق غير مسبوق في العالم في شأن الانتخابات الرئاسية الامريكية التي ستجرى في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر. وقالت أولبرايت التي كانت وزيرة للخارجية خلال رئاسة بيل كلينتون إن (عدد الزوار الاجانب للمؤتمر يعكس المناخ الدولي الجديد الذي نعرفه لكنه يعكس أيضا القلق العام في شأن ما يحصل في بلادنا).
ووجهت أولبرايت انتقادات حادة إلى جوانب في السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش وخصوصاً في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية. وأكدت أن (إدارة أمريكية لا يمكن أن تجيز لنفسها عدم التدخل شخصياً وبشكل عميق إذا ما أرادت أن تحاول إحلال السلام في الشرق الأوسط). وفي انتقاد ثان للحكومة الحالية أضافت أولبرايت أن ثمة (فارقاً كبيراً في المقاربة) بين (معاملة حلفائنا كأقزام أو اعتبارهم أعداداً إضافية لقوتنا أو شركاء لمواجهة أكبر التحديات في عصرنا).
إلى ذلك ذكر مراسل وكالة فرانس برس أن مئات من الأشخاص احتشدوا في بوسطن (شمال شرق) في تزامن مع المؤتمر للمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وشاركت في هذه التظاهرة التي نظمت في كبرى ساحات المدينة منظمات يسارية بدعوة من تحالف (تحركوا الآن لوقف الحرب والتمييز العنصري) الذي انشئ بعد اعتداءات 11 أيلول - سبتمبر 2001 . وكتب على اليافطة التي توسطت التظاهرة تحت إشراف الشرطة (أعيدوا القوات إلى الوطن) و(انهوا احتلال العراق وفلسطين وهايتي).