Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الجزيرة تعرض صورة تظهر حجم المعاناة وسبب الكارثة المائية الجزيرة تعرض صورة تظهر حجم المعاناة وسبب الكارثة المائية
عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية عطشى و آلاف الدونمات تواجه التصحر

  * الجزيرة -فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة.
دأبت دولة الاحتلال الاسرائيلي على نهب وسرقة المياه الجوفية الفلسطينية ، وخاصة العذبة منها ، وحرمان آلاف الفلسطينيين من شربة المياه النقية الخالية من التلوثات والأوبئة.. وتواجه التجمعات الفلسطينية مشاكل خطيرة بسبب المياه الملوثة ، وتسيطر الدولة العبرية على أكبر كمية من مخزون المياه الجوفي ، وتقيم المستوطنات عليه.. ويصطف الفلسطينيون على مدار الساعة طوابير طويلة أمام محطات تحلية المياه من أجل الحصول على المياه العذبة الصالحة للشرب ، وقد دفع شح المياه العذبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ببعض المواطنين الفلسطينيين إلى بيع المياه ، متخذين من ذلك مهنة لهم ، حيث يقومون بملء الجالونات وتوزيعها على المنازل لتحقيق بعض الكسب المادي ؛ في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في الأراضي العربية المحتلة..
ويؤكد خبراء ومختصون فلسطينيون في الوضع المائي ، ل الجزيرة أن عشرات آلاف الأسر الفلسطينية عطشى ، وتواجه مأزقا حقيقيا في نقص مياه الشرب اللازمة ، وأنه يتهدد مئات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية خطر التصحر ، جراء هيمنة واحتكار سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمصادر وموارد المياه الفلسطينية ، التي تضخ الجزء الأكبر منها إلى داخل اسرائيل ، وتحول الجزء الباقي للمستوطنات اليهودية المقامة على أراضي الفلسطينيين..
وتظهر إحصائية مائية متخصصة صادرة عن بلدية مدينة الخليل ، تلقت الجزيرة نسخة منها ، تظهر مفارقة مؤلمة وصارخة في هذا المجال ، حيث إن نصيب الفرد والمواطن الفلسطيني في مدينة الخليل من المياه يوميا لا يتجاوز ( 30 لترا ) مقابل ( 300 لتر) للمستوطن الاسرائيلي الذي اغتصب الأرض وموارد الحياة..
وفي هذا السياق ، يكشف المهندس الفلسطيني ، أحمد اليعقوبي ، مدير إدارة مصادر المياه في سلطة المياه الفلسطينية ، ل مراسل الجزيرة ، مفارقة عجيبة أحدثها الاحتلال لصالح المستوطنين اليهود في قطاع غزة ، يقول : إن المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في المناطق الساحلية في مجمع مستوطنات غوش قطيف اليهودية ، توجد فوق مناطق غنية بالمياه ، وهي تلعب دورا رئيسيا في السيطرة على المخزون الجوفي وسرقة مياهه..
وأكد مدير إدارة مصادر المياه على أن كمية مياه الخزان الجوفي المتجدد في مستوطنات غوش قطيف اليهودية ، غرب مدينة خان يونس ، جنوب قطاع غزة ، يقدر ما بين ( 8 n 5 ملايين متر مكعب سنويا ) ، لبضع مئات من المستوطنين اليهود ، فيما الخزان الجوفي المتجدد في مدينة خان يونس ، المجاورة يتراوح ما بين ( 10 و 15 مليون متر مكعب سنويا ) لقرابة ( 250 ألف نسمة ) هم عدد سكان مدينة خان يونس الفلسطينية..!!!
وتعتبر ظاهرة أزمة الخزانات فوق أسطح المنازل الفلسطينية ، والسهر حتى ساعات الفجر بانتظار تدفق المياه في الأنابيب الجافة صورة أخرى لما يعانيه الفلسطيني من تبعات الاحتلال الناهب للأرض ولمصادر حياة الناس..
وغالبا ما تتعرض تلك الخزانات خلال الاجتياحات الاسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لإطلاق النار لتصبح غير صالحة للاستخدام..
ولعل هذا التصريح الذي تنقله الجزيرة على لسان ، حميدان العطاونة ، رئيس مجلس قروي بيت كامل ، غرب مدينة الخليل أكبر وأقوى شاهد ودليل على حجم المعاناة وسبب الكارثة المائية في فلسطين المحتلة ، قال العطاونة ل الجزيرة : إن قريتي البالغ تعداد سكانها نحو ( 6 آلاف نسمة ) تقع على واحد من أكبر الأحواض المائية في فلسطين ، ويُعرف هذا الحوض باسم ( حوض بيت كامل المائي ) ، بينما يعاني أهالي قريتي من شح دائم في المياه التي لم تدخل الصنابير منذ أكثر من ( 7 سنوات ) ؛ إلا عبر خزان صغير ، لا يفي باحتياجات خمس السكان ، الذين يجبرون على شراء خزانات المياه الغير مراقبة صحيا ( بسعة 10 متر مكعب ) بنحو ( 200 شيكل ) أي ما يعادل ( 50 دولارا أمريكيا ) للخزان الواحد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved