Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

بسبب إشعاعات مفاعل ديمونا بسبب إشعاعات مفاعل ديمونا
تزايد عدد الحالات المصابة بالسرطان

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
كشفت نتائج بحث علمي إسرائيلي يوم (الأربعاء) الموافق 14 - 7 - 2004 عن وجود نسبة عالية من المواد المشعة (الراديوأكتيفية) في المياه الجوفية في منطقتي العربا والنقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 (اسرائيل)..
وأكدت نتائج البحث الذي أجرته جامعة بن غوريون الإسرائيلية بالتعاون مع مصلحة المياه، ومركز البحوث الذرية في وادي سوريك: أن كميات من المواد المشعة تسربت إلى المياه الجوفية في المنطقتين المذكورتين..
وجاء في نتائج البحث الإسرائيلي: أن المياه الملوثة ليست مياه شرب، لكنها تستخدم في الزراعة وبرك تربية الأسماك، ما يعني أن هناك خشية من وجود المواد المشعة الراديواكتيفية في الأسماك، وقد تشكل هذه الأسماك خطرًا على كل من يتناولها..
وقد ادعت المصادر الإسرائيلية أن الحديث عن مواد مشعة طبيعية، وذلك لإبعاد الشبهات عن المفاعل النووي بديمونا في النقب.. فيما زعمت وزارة الزراعة الاسرائيلية أن تكون لهذه المواد المشعة تأثير سلبي على الفواكه والخضراوات..!!
تجدر الإشارة إلى انه تم قبل نحو عشر سنوات رمي (مواد مشبوهة) في منطقة الجرن الصغير في منطقة النقب، التي يسكنها فلسطينيو عام 1948، ساد اعتقاد في حينه أنها نفايات نووية..
ولطالما حذرت الدراسات من المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا، الذي يقع في وسط صحراء النقب، خاصة، بعد انتهاء عمره الافتراضي..
وأكد عصام مخّول، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي: أنّ إسرائيل تشكل خطراً حقيقياً على المنطقة، وعلى الأمن والسّلام الدوليين، من خلال ترسانتها النوويّة..
وقال مخّول، في تصريحٍ صحفي تلقت (الجزيرة) نسخة منه: إنّ إسرائيل تحاول ابتزاز العالم للاعتراف بمشروعية امتلاكها السلاح النووي، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تبني استراتيجيتها على الاعتراف بشرعيّة امتلاكها لهذه الأسلحة، وفي إطار المشاريع الكونية الأميركية لتهديد شعوب العالم.
وأوضح عضو الكنيست العربي: أن قرار إسرائيل باقتناء غواصتين نوويتين إضافيتين، واقتناء حاملة طائرات، لا يهدف إلى محاربة حركات المقاومة الفلسطينية، بل إلى القيام بدور عالمي في إطار الدور الأمريكي.
يشار إلى أن مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، قد دخل في مرحلة الخطر بسبب انتهاء عمره الافتراضي قبل عشر سنوات، كونه تأسس قبل 40 عاماً، وتحيط به أشجار عالية، ونباتات كثيفة، لإبعاده عن الأنظار، كما أقيمت حول المفاعل أسلاك كهربائية وطرق لدوريات الحراسة، فضلا عن بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات..
وتقول تقارير علمية: إن العديد من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل النووي الإسرائيلي والعاملين فيه أيضا، أصيبوا بأمراض السرطان، بسبب تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل.. وأن عشرات من عمال المفاعل النووي، قد توفوا بعد إصابتهم بالسرطان، وتطالب عائلاتهم بتعويضات، في وقت ترفض فيه إدارة المفاعل والحكومة الربط بين إصابتهم بالسرطان، وبين الإشعاعات المتسربة من المفاعل النووي..
هناك إمكانية لحدوث دمار أو زلازل
وكان د. مصطفى البرغوثي، سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي يعمل في المجال الصحي، حذر من المخاطر الجيولوجية للعمليات التي تقوم بها إسرائيل، وإمكانية حدوث دمار أو زلازل، خاصة وأن المواقع الإسرائيلية النووية، تقع على حافة الشق الآسيوي.
وأعرب د. البرغوثي عن مخاوفه من قيام إسرائيل بدفن نفايات نووية في أماكن أخرى من الأراضي الفلسطينية، على غرار ما يجري في منطقة جنوب الخليل في الضفة الغربية، القريبة من مفاعل (ديمونا)، وجدد سكرتير المبادرة الوطنية، في حديث مع مراسل (الجزيرة) مخاوفه من ازدياد مخاطر النشاط النووي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن استثنى القرار الإسرائيلي بتوزيع أقراص (اللوغول) لمنع تسرب المواد المسببة للسرطان، سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم أن أبحاث عديدة أظهرت حالة ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان، بطريقة غير معقولة في مناطق عديدة من الأراضي الفلسطينية.
وكانت أسبوعية (أخبار النقب) الصادرة في أراضي عام 1948، أشارت مؤخراً، إلى أن القرى الواقعة في جنوب جبال الخليل في الضفة الغربية، شهدت ارتفاعاً حاداً بالإصابة بحالات من السرطان والتشوهات لم يسبق لها مثيل، وقد أكد مختصون أن سببها لا يمكن إلا أن يكون سبباً بيئياً.
وحذّر أطباء وأساتذة ومسؤولون في منطقة جنوب الخليل، من حالات السرطان المتزايدة التي تشهدها المنطقة، بسبب الإشعاعات النووية المنبعثة في المنطقة، ومن المفاعل النووي الإسرائيلي.
اسرائيل فوق القانون الدولي
وكانت تقارير صحفية إسرائيلية، قالت: إن مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، د. محمد البرادعي، الذي أنهى زيارته إلى الدولة العبرية الأسبوع الماضي، عرض على اسرائيل الشروع في محادثات سوية مع دول الشرق الأوسط، تحت رعاية الوكالة الدولية، لاقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن البرادعي طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين مشاركة اسرائيل (التي ترفض الانضمام إلى معاهدة منع نشر الأسلحة النووية) في المعاهدات التي تنص على تعليمات الأمان في المفاعلات النووية، ونقل معلومات للهيئات الدولية المختصة في حال وقوع خلل وبمنع تسرب مواد نووية إلى أيدي منظمات إرهابية..
وبحث البرادعي مع وزير الصحة الإسرائيلي، داني نافيه، مشاركة الوكالة الدولية للطاقة النووية بتمويل ومساعدة في تطوير برنامج للطب النووي في اسرائيل..
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، في ختام لقائه بوزير الصحة الإسرائيلي: إنه سوف يكون مسرورًا إذا ما أتيحت له فرصة زيارة المفاعل النووي في ديمونا في أي وقت.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد خاب أمله من رفض السلطات الإسرائيلية السماح له بزيارة مفاعل ديمونا النووي، قال البرادعي: هناك مجالات رسمية لمثل هذه الزيارات، وحتى الآن، مفاعل ديمونا لا يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية).
وتابع مدير وكالة الطاقة النووية يقول: كما هو معروف لكم، هناك هدفان لعمل وكالة الطاقة النووية.. الأول هو الاهتمام بأن يتم استغلال الطاقة النووية لصالح الصحة والتطوير، وهذا جزء مما أقوم به هنا، والثاني أمني بالطبع، وهو الاهتمام بألا يُساء استخدام الطاقة النووية.
وأضاف البرادعي، يقول: إن كل ما أريد التحدث عنه هو كيف يمكن أن نحسّن الأمن في الشرق الأوسط، ونتأكد من أنه خالٍ من أسلحة الدمار الشامل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved