Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

سدّ وادي النظيم...هل رأيتموه؟ سدّ وادي النظيم...هل رأيتموه؟
محمد أبو حمرا

زرت هجرة الداهنة بالوشم قبل شهر، فأعجبني جمال القرية وطيبة أرضها، فهي تجمع بين الأرض الرملية والجبلية في آن واحد؛ فإذا أردت النفود فهي قريبة منك؛ وإذا أردت سنام طويق فما عليك إلا أن تمشي عشرة كيلومترات لتصل القمة وترى الحمادة من أعلى وكأن أوديتها ثعابين تمشي على مهل.
وهناك وادٍ عظيم يُسمى النظيم، وهو مجمع أودية كثيرة تنحدر من طويق ثم تجتمع فيه وتشق الجبل إلى القرية نفسها، وعرض الوادي لا يتجاوز العشرين متراً في أرض صخرية قوية؛ ولما رأيته ورأيت أن عيون الماء والآبار في القرية قد يبست، فكرت في وجود سد يخدم القرية ويحفظ الماء الذي يمر بها ويذهب إلى النفود لتبتلعه دونما فائدة، ولو أقيم هذا السد الذي أعتقد أنه لن يكلِّف الكثير؛ لجاءت فوائد أخرى أكثر أهمية، ومنها أن القرية ستكون موقعاً سياحياً في الصيف والشتاء معاً؛ حيث إن الجو في سفوح الجبل وشعابه العليا بارد في حر الصيف؛ وأما في الشتاء فهناك روضة أم العصافير وروضة العكرشية المسماة سابقاً روضة الخيل؛ وهنا رياض كثيرة تحيط بالبلدة؛ كل ذلك سوف يجعل منها متنفساً لأهل الحمادة جميعاً؛ بل إن أهل منطقة الوشم وسدير كثيراً ما يخيِّمون شتاءً أو صيفاً حول المناظر الطبيعية في القرية؛ وخاصة أيام الربيع التي تتحول معه إلى بساط يغري الناظرين إليه.
وكانت في القرية مزارع كثيرة تقوم حياتها على الآبار العادية التي انقطع ماؤها إلا ما تختزنه من الأمطار؛ فلو قام هذا السد الصغير جداً لخدم الكثير من المزارع التي أهلكها الظمأ وجعل أغلب نخيلها يموت عطشاً وهو واقف بكل أريحية الماضي وكرم الآباء وشموخهم؛ وحينما أحلم بأن السد قد قام فإن حلمي ما هو إلا من أجل أن يكون هناك رابط يجعل الناس يبقون في قراهم ولا يهاجرون منها بغرض البحث عن مياه أفضل من مياه الآبار التي جفّت، ثم هو حلم الكثيرين من أهل الهجرة الذين تقوم حياتهم على الزراعة؛ والتي تركها أغلبهم لعدم وجود الماء؛ ولعل السد يحل جزءاً كبيراً من تلك الإشكالية؛ وغيرها من إشكاليات أخر.
أضع هذا الاقتراح أمام المسؤولين عن إقامة السدود في المملكة؛ وهي فكرة سوف يكون لها الكثير من المنافع؛ والتي أقلها حفظ الماء الذي يتدفق إلى النفود دونما فائدة، بل سيكون نفعه أكثر من ذهابه هكذا بمبلغ لن يكلِّف كثيراً كما أعرف من تضاريس الأرض ذاتها.
فهل تفعل الجهات المعنية خيراً في تلك النخيل التي تموت واقفة هناك؟ أرجو ذلك؛ وهو ما عهدنا من المسؤولين المتجاوبين.

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved