Tuesday 27th July,200411625العددالثلاثاء 10 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الأزمنة الأزمنة
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبدالله بن إدريس

تفاوت الناس في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما بين مُفْرِطٍ ومُفرِّط.. ما بين غالٍ وجافٍ.. وكلا الطرفين حادَ عن الاعتدال وجانَبَ الوسطية في ذلك.
مثال النوع الأول المُفْرِط (دشقدار) الذي تناولته في مقالي قبل الأسبوع الماضي ورددت عليه ، تعضيداً وتكميلاً لما كتبته الأستاذة فاطمة بنت عبد الله (بنت السراة) ، الذي نصح القرَّاء في جريدة المدينة بأن يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة (360) مرة.
وعدد الصلاة على النبي ، عليه الصلاة والسلام ، لم يرد لا في كتاب ولا سُنَّة بل يصلِّي عليه المسلم بأي عدد من الصلوات شاء دون تحديد عددي.
والله جل وعلا أخبرنا في كتابه أنه سبحانه وملائكته يصلون على النبي ، وأمر المؤمنين بذلك إلا انه لم يحدد عدداً معيناً لهذه الصلوات بل تركها مفتوحة { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدنا ونبينا محمد.
***
أما الطرف الآخر.. وهو الجافي أو المُفرِّط ، فهو الذي لا يصلِّي على سيدنا محمد عليه صلاة الله وسلامه إلا قليلاً قليلاً.. وهذا تفريط وتفويت لأجر عظيم كان سيحصل عليه لو أنه أكثر الصلاة عليه صلَّى الله عليه وسلم في صباحه ومسائه وفي كل وقت وحين.
وعلى هذا الصنف المفرِّط أن يعوِّد نفسه على كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، دون إلزام نفسه بعدد معين من هذه الصلوات ، إلا أنها لا تقل عن عشر مرات في الصباح وعشر في المساء.
(عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة - رضي الله عنه - فقال له بشير بن سعد - رضي الله عنه - : قد أمرنا الله أن نصلِّي عليك فكيف نصلِّي عليك ؟ قال : (قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم.. والسلام كما علمتم) ، وزاد بن خزيمة فيه (فكيف نصلِّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا..؟) الحديث.
وما زاده بن خزيمة هنا يوضح أن هذه صيغة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد التشهُّد في الصلوات.
أما خارج الصلاة فتكون الصلاة عليه بأي صيغة نحو : اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد, أو اللهم صلِّ على سيدنا ونبينا محمد ، ولا شك أن صيغة الصلاة الإبراهيمية التي وردت في الحديث الآنف الذكر هي الأفضل.
***
وقد سمعت الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - وقد سأله أحد الحاضرين ، هل تلزم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة المذكورة في الحديث المشار إليه ؟ فأجابه قائلاً : لا ليس لازما ، بل يُصَلَّى عليه بأي صيغة.. فكلها خير.
وجاء (حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلَّى عليَّ حين يصبح وحين يمسي عشراً ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) فليأخذ المسلم هذا العدد القليل من الصلاة عليه - عليه الصلاة والسلام - كحد أدنى ، وكلما أكثر كان أفضل.
عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (ما مِنْ عبدٍ يصلِّي عليَّ إلا صلَّتْ عليه الملائكة ما دام يُصَلِّى عليَّ فلْيُقلل العبد من ذلك أو ليكثر).
***
فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفوائدها والثمرات الحاصلة بها : أوصلها بعض العلماء إلى (تسع وثلاثين) فائدة وثمرة.
وأجمل هنا بعضها :
1- أن من صلَّى على النبي صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشراً.
2- أنها رفعٌ للدرجات وحطٌّ للسيئات.
3- أنها كفايةٌ الهموم ومغفرةٌ الذنوب.
4- أنها سببٌ لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم.
5- أنها سببٌ لعرض اسم المصلِّي على الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- أنها طُهْرَةٌ من لغو المجلس.
7- أنها سببٌ في إجابة الدعاء.
8- انتفاء الوصف بالبخل والجفاء.
9- انها دليلٌ إلى الجنة.
***
أخي القارئ هذه جولة سريعة اصطحبتكم فيها إلى جلسة إيمانية مع كتاب (موسوعة : نضرة النعيم ، في مكارم أخلاق الرسول الكريم) صلى الله عليه وسلم.
فما أحسن أن يراوح القارئ بين صنوف مختلفة من الكتب في موضوعاتها. وهذا الكتاب الرائع أهداه إلي منذ سنوات عديدة الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الملوح. مؤسس (دار الوسيلة للنشر والتوزيع) جزاه الله خيراً وهو أحد المشرفين على إعداده من قبل مجموعة من المختصين.. إلى جانب الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام الحرم ورئيس مجلس الشورى - أثابهما الله - ولعل لي عودة إليه بين فَيْنَة وأخرى إن شاء الله تعالى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved