في مثل هذا اليوم من عام 1983 قام اليهود بقتل ثلاثة طلاب بمدينة الخليل الفلسطينية. وتاريخ المذابح اليهودية للمسلمين طويل وأليم وشديد البشاعة والفظاعة ابتداء من مذبحة دير ياسين ومذبحة كفر قاسم ومذبحة قرية الزيتون ومذبحة قرية قبية ومذبحة قرية عيلبون وغير ذلك كثير فهذه دولة نبت مجدها بالكذب والزور والتلفيق ودم المسلمين، وحتى بعد أن استقرت تلك الدولة الغاشمة استمرت في ارتكاب المذابح ضد المسلمين خاصة مع الأسرى الذين كانوا يقعون تحت أيديهم في الحروب مثلما حدث مع الأسرى المصريين في حربي 56، 67 وكل زعيم يتولى رئاسة هذه الدولة لابد له من مجزرة، فشارون صاحب مذبحة صبرا وشاتيلا وبيجن صاحب مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وشامير صاحب مذبحة فندق الملك داود بالقدس وبيريز صاحب مذبحة قانا.
كانت مدينة الخليل من ضمن المدن الواقعة تحت نير الاحتلال اليهودي بعد حرب الأيام الستة المشؤومة وكانت هذه المدينة ذات كثافة سكانية عالية وكل أهلها مسلمون فعمدت السلطات الغاشمة اليهودية الى وضع خنجر داخل قلب هذه المدينة الضخمة يكون ذريعة للتدخل اليهودي ليل نهار داخل المدينة.
هذا الخنجر تمثل في مستوطنة (كريات أربع) التي بناها اليهود داخل مدينة الخليل ويقدر عدد سكانها بأربعمائة يهودي تم استيرادهم من شعوب العالم شرقاً وغرباً.
وهؤلاء المستوطنون أغلبهم متدينون شديدو البغض والكره للمسلمين بصورة تفوق نظرائهم اليهود العاديين والمستوطنات تكون عادة بؤرا للإرهاب الصهيوني ومدارسا لزرع الكراهية والبغض في قلوب اليهود ضد الناس عامة والمسلمين خاصة ومن هذه البؤر تخرّج رجل أمريكي الأصل يهودي الديانة صهيوني العقيدة اسمه باروخ جولدشتين وكان يعمل في أمريكا طبيباً فترك ذلك كله وهاجر لإسرائيل وأقام بمستوطنة (كريات أربع) في حياة بسيطة جداً وإنما جاء من أمريكا لهدف معين يدور في عقله الخبيث ألا وهو الشرب من دماء المسلمين وأخذ يخطط لتلك المذبحة وكيفية تنفيذها وأفضل مكان وزمان لتنفيذ هذه المذبحة.
اتفق باروخ مع بعض جنود الاحتلال على أن يمدوه بالسلاح اللازم في تنفيذ تلك المجزرة مع توفير الحماية له من الخلف وبالفعل في صلاة الفجر يوم الجمعة 15 رمضان سنة 1414هـ دخل باروخ المسجد الإبراهيمي والناس سجود لربهم جل وعلا والناس صيّام وفتح عليهم النار من مدفعه الرشاش واستخدم ست خزانات للذخيرة في ارتكاب تلك المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 29 مسلماً.
|