اعتدال القامة عند الأطفال
د. ساري دعاس ( * )

يعتمد اعتدال القامة أو سوء اعتدالها على عوامل كثيرة، وربما كان أهم هذه العوامل هو شكل الهيكل العظمي الذي ولد به الطفل، فيمكن أن نرى أشخاصاً مستديري الأكتاف منذ طفولتهم مثلآأبائهم قبلهم.
ويبدو أن بعض الأطفال يولدون أيضاً بعضلات وأربطة مرتخية ولذلك يصير الطفل منهم أصدف (ذا ركبتين مقبلتين على بعضهما) ويبقى كذلك مهما أعطي من الفيتامين والكالسيوم، وبالمقابل هناك أطفال يولدون بقامات مشدودة سواء كانوا في نشاط أو راحة، ومن الصعب أن ترى مثل هذا الطفل مسترخياً في وقفته أو جلوسه.
وطبعاً هناك الكثير من الأمراض التي تؤثر سلباً على القامة مثل الكساح (نقص الفيتامين د) وشلل الأطفال وسل العظام.. وغيرها كما أن أي مرض مزمن أو منهك يجعل الطفل عليلاً فتسترخي عضلاته ويتقوس جسمه، وقد تسبب البدانة كذلك تحدب الظهر وصدف الركبتين وفرطحة الأقدام، أما طول القامة غير العادي فقد يحدو بالمراهق الحساس لحالته الى أن يحني رأسه.
وتترهل قامة كثير من الأطفال كنتيجة لعدم ثقتهم بأنفسهم بسبب كثرة انتقاده والانتقاص منه أو من عدم رضاه على حياته الاجتماعية، فالشخص السعيد والواثق من نفسه يظهر ذلك من جلوسه وقيامه ومشيته ولعل الآباء يقدرون مدى علاقة شعور الطفل باعتدال قامته فيعاملوه بطريقة حكيمة، فالوالد الحريص على اعتدال قامة طفله تدفعه طبيعته لأن يذكر طفله عند جلوسه وقيامه على الدوام فيقول: قف مستقيماً، ارفع رأسك، اعدل كتفيك. والطفل بهذه الحالة لن يتحسن بكثرة المضايقة.
يحتاج الطفل ذو القامة السيئة إلى الفحص الطبي بانتظام حتى نتأكد من خلوه من أي مرض عضوي، وعلى العموم فإن أحسن طريقة لعلاج القامة السيئة هي التمرينات الرياضية في المدرسة أو في وحدات العلاج الفيزيائي المختصة.
ولعل أهم عمل للوالدين لمساعدة طفلهما بهذا المجال هو رفع روحه المعنوية وذلك بإحاطته بجو سعيد في حياته الاجتماعية وإشعاره بأنه صالح ومحبوب في المنزل.