سور الصين العظيم
بصيص الأمل !
عبدالكريم الجاسر

حزم الإعلاميون السعوديون والبعثة السعودية أمتعتهم استعداداً للرحيل.. حيث أصبحت الفرصة أمام المنتخب السعودي ضعيفة جداً للوصول للدور الثاني.. فلم يتبقَّ سوى بطاقة واحدة بعد ان انتزع منتخب أوزبكستان البطاقة الأولى بفوزه على منتخبنا في اللقاء الماضي وتحقيق ست نقاط.. لتبقى البطاقة الوحيدة معلقة بين المنتخبات الثلاثة السعودية والعراق وتركمانستان.. وصعود منتخبنا مرهون بفوزه على العراق وخسارة منتخب تركمانستان أو تعادله مع أوزبكستان في حين فوز العراق أو تركمانستان يصعب مهمة الأخضر مع أفضلية العراق لتفوقه في رصيد الأهداف وفوزه على منافسه الآخر تركمانستان.
ورغم انه ليس هناك سوى بصيص من الأمل إلا ان المعنويات العالية للاعبي المنتخب السعودي والتفاؤل الذي يسود بين أفراده قد انعكس بدوره على الجميع هنا لكن المعادلة معقدة ولا يكفي لحلها فوز منتخبنا فقط.
الأوضاع الفنية للأخضر حتى الآن غير مطمئنة.. والسيد فاندرليم لا زال يغير في التشكيل ويجرب أكثر من طريقة مستغلاً المباريات الرسمية بدلا من التجريبية التي كان يفترض ان يجريها.. ولا شك ان حظوظ الأخضر باتت ضعيفة بالنظر لقوة المنتخب العراقي الشقيق والمستوى الذي يقدمه لقاءً بعد آخر.. ولذلك فالتأهل في نظري إذا ما تحقق فانه سيكون بالفعل مفاجأة وبكل المقاييس، فالنتائج حتى الآن ليست لمصلحتنا والإفراط في التفاؤل ليس كافياً للتأهل.. فقد فرطنا كثيراً خلال المباراتين الماضيتين والفرصة عادة لا تأتي مرتين.. وإذا ما خرج الأخضر كما كان متوقعاً فان المسؤولية بالكامل يتحملها الجهاز الفني الذي فشل فشلاً ذريعاً في تقديم فريق قادر على الفوز على منتخبات بمستوى تركمانستان وأوزبكستان فضلا عن المضي قدماً في المنافسة على اللقب في المراحل المتقدمة من البطولة.
صحيح أننا قدمنا شوطاً جيداً جداً أمام أوزبكستان لكن ذلك ليس كافياً ما لم يكن لدى المنتخب القدرة على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص الحقيقية السهلة.. وبالتالي تحقيق الفوز.
الحديث عن اتفاق أوزبكي تركمانستاني في اللقاء الذي يجمع الفريقين لن يكون مجدياً لأن الفرصة كانت لدينا وأضعناها ولذلك فلنقبل النتائج القادمة مهما كانت.. وشخصياً أعتقد ان مستوى المنتخبين متقارب جداً وفوز تركمانستان سيكون وارداً وهو ما سيقطع الطريق على الأخضر كما هو في حالة فوزه عند اللجوء لفارق الأهداف وهذه أيضا ليست في مصلحتنا ونحن مطالبون بفارق جيد من الأهداف أمام العراق قد يكون تحقيقه ليس سهلاً.
إذن المطلوب ان يعود المنتخب السعودي لوضعه المعتاد وان يلعب للفوز ويحققه حفاظاً على سمعته وبعيداً عن مسألة التأهل لأننا إذا ما ربطنا الفوز بالتأهل فقد تكون به نتائج عكسية.. لكننا نريد ان نطمئن أننا على الأقل قدمنا منتخباً في مستوى الطموحات للوصول للهدف الأسمى وهو كأس العالم.. وحتى الآن فإننا لم نفعل لا هذا ولا ذاك.