كنت من مؤيدي الأمير تركي بن خالد على تصريحه بان المنتخب السعودي سيحقق انجازاً في حالة وصوله الى دور الاربعة في امم اسيا الراهنة، ووصفت كلامه في مقال سابق ب (حديث العقل) لاسباب لا داعي لتكرارها على الرغم من تطابقها مع ما قدمه منتخبنا في البطولة حتى الان.. وما زلت ارى ان المنتخب السعودي ليس مطالباً باحراز البطولة للمرة الرابعة بقدر اهمية ان يقدم لنا ما يدل على انه يسير في الاتجاه الصحيح، من حيث اختيار قائمته المثالية واسلوب اعداده وبرامج تحضيراته، وبالتالي تطور نتائجه ومستوياته بطريقة تصاعدية للمنافسة على بلوغ نهائيات كأس العالم 2006م.
فعلاً لا نريد الضغط عليه بما يفوق امكاناته فنقول لن نقتنع بأقل من التأهل للمباراة النهائية، ولا نريد التجاوب مع خيالاتنا والاستسلام لعواطفنا فنطالبه بما يشبه المعجزة.. نريد فقط ومن خلال لقاء اليوم امام المنتخب العراقي ان يخرج بنتيجة ايجابية تحفظ ماء وجهه وتسمح له بدخول اجواء المنافسة من جديد، وقبل ان يفقد ما تبقى له من عناصر تفوقه واصداء شهرته وتاريخه ومكانته.
لقاء اليوم مصيري وحاسم للكرة السعودية، فإما العودة للمواجهة، واما الرحيل المر الى حيث مهب الريح..!!
فان دار نيم!
اذا كانت قائمة المنتخب الاول من اختيار وقناعة المدرب فاندرليم فهذا مؤشر خطير وأكيد على انه لا يفقه شيئاً في كرة القدم، واذا كان الوضع لا يتعلق به وحده وهنالك اطراف اخرى تشاركه اداء هذه المهمة فالكارثة ادهى وامرّ.. وفي الحالتين يظل منتخبنا الوطني يعاني من ازمة خانقة ستؤثر عليه بل ستعصف به وتحطمه ما لم يحقق نتيجة مقنعة في امم اسيا الحالية تعيد توازنه وتحسن صورته وتجدد الثقة به في المرحلة المقبلة.
بعد المونديال الاخير، بدأ اتحاد الكرة باتخاذ خطوات تصحيحية ونجح الى حد كبير بترتيب اوراق المنتخب واستعاد هيبته وثقة الجماهير به باحرازه لبطولتين غاليتين (كأس العرب ودورة الخليج) ، لكنه فجأة وفي الوقت الذي يفترض فيه وصوله الى مرحلة متقدمة واجواء فنية وادارية وعناصرية مستقرة، رأيناه في بطولة اسيا امام تركمانستان ثم اوزبكستان فريقاً بدائياً تائهاً غريباً بلا هوية، يفتقد للاعداد والانسجام واشياء اخرى جعلته في حالة فنية صعبة ومتدهورة تثير الخوف والقلق والاحباط وربما الغليان!!
وكي لا تختلط الاوراق ويصبح تشخيص العلة الحقيقية مستحيلاً، علينا الا نتوسع في دائرة الاتهامات لدرجة الحديث عن ان تعاقدات نادي الاتحاد هي السبب فيما حل بمنتخبنا، او ان ضغط مباريات الدوري قد اثر على عطاء وسلامة اللاعبين، هذه وغيرها كلها مبررات هامشية وبعيدة عن صلب الموضوع وعن اشكالية الاختيارات المضحكة لقائمة منتخب ظل طرفاً ثابتاً في جميع المباريات النهاية للبطولات الاسيوية الخمس الاخيرة وحاز على كأس بطولة ثلاث منها، وكان قبل شهور بطلاً للخليج وحامل لقب بطولة العرب.
نعم المشكلة تكمن في طريقة ومستوى اختيار عدد غير قليل من اللاعبين غير المؤهلين لتمثيل انديتهم في المسابقات المحلية، وفي هذه النقطة الرئيسية تحديداً يزداد الغموض وتتناثر الاسئلة: كيف اصبح سعد الزهراني الاحتياطي في فريقه النصر سادس الدوري اساسياً في المنتخب، بينما زميله في نفس المركز وقائد بطل الدوري الشباب وابرز لاعب صاعد في الموسم عبداللطيف الغنام خارج قائمة اللاعبين المسجلين في البطولة؟! ولماذا يضم ويلعب سعود الخيبري ولا يتم اختيار زميله الاساس في فريقه الاهلي النجم حسين عبدالغني؟! ما الفائدة من معسكر ماليزيا طالما ان خمسة من الاساسيين في لقاء تركمانستان استبعدوا في لقاء اوزبكستان؟! أين الاستقرار والانسجام واكتساب الخبرة والاحتكاك من البطولات والمعسكرات السابقة؟! وما سر التغيرات العديدة من مباراة الى اخرى؟!
الاجابة على هذه الاسئلة تثبت اننا لم نتقدم خطوة واحدة على طريق البناء والاستعداد والوصول الى مونديال 2006م.
الكلمة الطيبة
حظي حديث سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود وثناؤه على شيخ الرياضيين والرمز الهلالي الكبير والمؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بتعليقات مختلفة هذه المرة واصداء ترحيبية واسعة تشيد بمثل هذه المبادرة التي هي الاولى من نوعها من سموه تجاه شخصية هلالية بحجم ومكانة عبدالرحمن بن سعيد.
الاهم من ذلك انها جسدت معنى الاخوة وروح الالفة والمحبة بصورة جميلة نحتاجها ليس فقط على صعيد الجارين النصر والهلال وانما لوسطنا الرياضي ومجتمعنا السعودي برمته.
كما كشفت قوة تأثير وقيمة وابعاد الكلمة الطيبة وكيف انها بمفرداتها القليلة تستطيع ان تصنع المستحيل وتكسر حواجز العزلة والشقاق والتعصب.
لعلها تكون فرصة لتكريس المزيد من المبادئ الانسانية الراقية بين افراد المجتمع السعودي الواحد، وهي كذلك لزيادة فهم ان الرياضة بمعانيها السامية ورسالتها الحضارية لا تحتمل سوى النقاء والتفاهم والابداع والاحترام وقبل هذا التنافس في الحدود التي ترتقي بالممارسة الرياضية، لا ان تهبط بها الى سلوكيات التخلف والايذاء والكراهية..!!
غرغرة
* ما يبذله وينفقه الأمير محمد بن فيصل من اجل انهاء التعاقدات الهلالية باسرع وقت ممكن يستحق بموجبها التنويه والاشادة والاطراء بدلاً من محاولة احباطه والتشكيك باسلوب ادارته!
* نأمل الا تكون اخبار دعوة الاهلي المصري للمشاركة في البطولة العربية القادمة ورفع العقوبات عن الزمالك صحيحة، لان الاتحاد العربي بحاجة لاثبات ان قراراته ضد اندية بعينها ليست حبراً على ورق..!
* متى يصل الجزء الغربي لقارة اسيا الى رقي وثقافة وتطور نظيره الشرقي في المجالات غير الكروية؟
* بقيادة المدرب المصري الخلوق محمود الجوهري يبقى المنتخب الاردني هو الابرز والاجمل والاجدر بنيل لقب نجم الامم الاسيوية ان لم يحقق بطولتها.
* المنتخب القطري مثل بعض الفرق، صخب وضجيج على الفاضي..!!
* ابعاد الحكم البحريني عبدالرحمن عبدالله عن البطولة قرار جريء وسيلم، لكنه - للاسف- لن يعيد للمنتخب العماني حقوقه المسلوبة وفوزه الصريح على المنتخب الايراني.
|