اطلعت على مقال الزميل الكاتب عبدالله بن بخيت في زاوية (يارا) بعدد الجزيرة رقم 11622 الصادر يوم السبت 7 جمادى الآخرة 1425هـ بعنوان
(من لغو الصيف) وقد استوقفني في مقالته تلك قوله: (في غير موسم الإجازات أصحو من النوم الساعة الخامسة والنصف صباحاً لأنني مضطر لتوصيل أطفالي إلى المدرسة فليس لديّ سواق فأنا انتظر أن تأذن الحكومة للمرأة بالسياقة علشان أكبر المخدة وألزم أم محمد بتوصيل عيالها...)
إنني استغرب كثيراً إصرار البعض على موضوع قيادة المرأة للسيارة وكأن جميع مشاكلنا انحلت وأحوالنا صلحت ولم يتبق سوى قيادة المرأة للسيارة وقد لاحظت أن هناك عدداً من الكُتَّاب يدندنون بين فينة وأخرى على هذا الوتر ويسعون دائماً للتطرق إليه وكأن مشكلتنا الكبرى ومصيبتنا العظمى هي عدم قيادة المرأة للسيارة!!
لقد ذكرني كلام الأخ عبدالله بن بخيت بالموقف الذي حدث من أحد من يطبلون لقيادة المرأة للسيارة وهو موظف في أحد القطاعات الحكومية بمنطقة القصيم، حيث وصل متأخراً عن وقت الحضور الصباحي للدوام وعند مساءلته عن سبب التأخير قال: ماذا أفعل فقد أوصلت والدتي لمراجعة المستشفى، ثم أوصلت زوجتي إلى مدرستها وبعدها أوصلت أختي إلى الكلية لو كانت المرأة تقود السيارة لاسترحنا من ذلك كله!! انتهى كلامه.
إنني هنا أعود لأؤكد أنه يجب علينا جميعاً أن ننطلق في أفعالنا وتصرفاتنا مما تأمرنا به الشريعة الإسلامية السمحة وأن ننتهي عن كل ما تنهانا عنه، فبذلك السعادة والعزة والرفعة. والإسلام أمر المرأة بالحشمة والستر والعفاف وجميعكم تدركون ما سوف يحدث للمرأة عند قيادة السيارة من مضايقات ومعاكسات وأمور لا أخلاقية لا تحمد عقباها ولا يرضاها عاقل مسلم.
ونحن ولله الحمد نعتز بأن نساءنا ملتزمات بالحجاب الشرعي ولا نرضى بالتنازل عن ذلك كما لا نرضى بأي تصرف قد يسيء لهن أو يجعلهن عرضة للذئاب البشرية، وتدركون أيضاً أن السيارات معرضة للأعطال وغيرها، فكيف ستتصرف المرأة في هذه الحال وكيف ستسلم من مضايقات ضعاف النفوس والذئاب البشرية.
خلاصة القول: نحن سعداء بما نحن عليه، والله من وراء القصد.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي
بريدة |