لقد اطلعت على ما كتبه الأخ الكاتب نادر الكلباني وذلك في العدد 11619 وحواره المؤثر مع ابنته الصغيرة في زاوية (الرأي) تحت عنوان : (ليه يا بابا اليهود يطقون الفلسطينيين؟!!
إنها كلمات خرجت من عالم الطفولة بكل براءة وتعجب وردود فعل لما ترى من هذه الأحداث المروعة والدامية للشعب الفلسطيني أو غيره من الشعوب الإسلامية وإن لم تعرف تلك الطفولة الأسباب والدوافع وراء هذا الاحتلال اليهودي الغاشم إلا أن هذه الكلمات القليلة أو الأسئلة البسيطة تحمل في مضامينها معاني غزيرة من الأسى والحزن لكل مسلم مخلص غيور يحزن لحزن إخوانه المسلمين ويفرح لفرحهم وإن كانت تلك الفرحة غابت عن القلوب والبسمة إن بدت بدت خجلى على تلك الشفاه.
نعم إنها فلسطين الحبيبة التي ظلت رهينة الاحتلال اليهودي منذ سنوات عديدة وأزمنة طويلة، فلسطين موطن الأنبياء ومهد الرسالات السماوية السابقة، إنها فلسطين أولى القبلتين ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العُلا، وفيها المسجد الأقصى ثالث المساجد الذي تشد إليه الرحال، إنها فلسطين تلك الأرض المباركة مازالت وشعبها الأبي تئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الذي شرد الشعب الفلسطيني ودنس المقدسات الطاهرة.
ومازال الشعب الفلسطيني شباباً وشيباً يقدم أروع البطولات الجهادية من أجل استرجاع الحق المستضام والوطن السليب حتى سالت دماء الشهداء على تلك الأرض الطاهرة وفي أحضان الجور والعدوان وهذا الظلم والطغيان ترعرع أطفال بين دوي المدافع وأزيز البنادق أطفال لم يتذوقوا طعم الحياة السعيدة وترعرعت معهم أسماء قوية كعزيمتهم فهذا نضال وهذا جهاد وذاك باسل ولله در الشاعر الفلسطيني إذ يقول:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى
أرى مقتلي دون حقي السليب
ودون بلادي هو المبتغى |
عبد العزيز السلامة
أوثال |