كنتُ أجزم كل الجزم لا بعضه في مواقف كثيرة منها ما هو علمي ومنها ما هو طبي ومنها ما هو أدبي ونقدي، كنتُ أجزم على حال تكاد تكون غائبة منذ أمد بعيد عن الفاعلية الملموسة في ثنايا ما يُطرح وما تتم معالجته من: آراء.. قضايا.. واجتهادات.. وكنتُ أنحو باللائمة دائماً على القيادة الصحفية التي يحسن بها أن تكون ذات حضور فاعل واعٍ مدرك، إن رئيس التحرير إذا كرر نفسه فإنما ذلك يُعطي انطباعاً على المركزية الفجة.
إن رئيس التحرير مهمته قيادة الدفة بلطافة وكياسة وثقة على أن يشعر بضرورة نباهة عقل القارئ وحاجته في زمن يصعب فيه التكرار والمركزية (وهات وخذ)، إن دافعي إلى هذه الأحرف كلمة نبهني إليها ثلةٌ من الإخوة الكرام عن طريق (الإنترنت) ثم تابعتها بنفسي طرية قوية فيها جمال الأسلوب وتناسق المفردات ووداد المعنى.
لقد كان الأستاذ خالد بن حمد المالك مدركاً واثقاً قوياً حينما زار حائل وألهب الحاضر والمستمع بطرح مُتناهي القوة والوفاء دون تكرار أو حشو، قال فَأَبَانَ وطرح فأجاد وأسمع فأحسن وعلا، ولو كان رؤساء التحرير وهم كذلك وهو ظني بهم تحرروا من تكرار الطرح والمعالجة والرأي للزم أن تكون الكلمة منهم سيدة تشتهر فتفيد وتستفيد على أنني أدعو على غرار طرح (المالك)، وهو المجرب الواثق، كافة المعنيين بالإشراف على الكلمات أو كتابتها أن يجددوا وينتخبوا المفردات حسب حال كل موقف ومشهد في زمن يتطلب مثل هذا.
د. صالح بن سعد اللحيدان
الطائف |