(الأنثى لا تجيب) - 1 -
الناس هنا كالموتى تائهين..
في صمت الريح العابثة..
في الضوء المخبوء..
في أطراف المدينة سؤال..
يبدو غريباً.. نازحاً من مدائن بعيدة
عبر الأرصفة وجاء طارقاً..
في ملامحه أنثى تشكو الجور..
وأخرى ماثلة في وجوه الراحلين..
العابرون يبثون الحكايا أنثى..
يحملون الحقائب للمدينة..
يأتون طارقين بابها..
يطرقون والأنثى لا تجيب..
(طفلة في الغروب) - 2 -
يبدو الخواء شائعاً..
أراني طفلة في التيه هائمة..
لا أدري أي بوح في الضوضاء سيحملني..
وقفت أشيع السكينة..
لا أدري إن كانت المنارات ستقرأ خوفي
أراها صامدة في وجه هذي الريح العابثة..
لا أدري إن كانت القطارات ستقل الجراح..
ستحمل بالضياع جانباً..
وسأغدو في الغروب طفلة تشاطر الطفل حمل الثرى..
والمضي معاً حاملين الحلوى..
هاربين من الضجيج والوجوه بعيداً..
لنُسمع البحر أمانينا.. وبوحنا العارم..
(عبث الرحيل) - 3 -
الطرقات سترتدي أثواب الحداد..
وسيبوح الشاطئ المثقل حزناً..
والطيور ستعود عاتبة..
وضجيجنا المكتظ سيغادر..
والمدينة ستطرق رأسها حزناً..
ستمضي الأحلام للمجهول يدفعها الضجر..
وستمضي ذاكرة الصبي ارتباكاً وغربة..
سيجوب الطرقات عابراً.. سيبحث في البعد مأوى..
وسيحمل صورة الأنثى وسيراها في الإناث طفلة..
سيحمل سؤالها إصراراً..
وسيغادر عنوة..
والأنثى هنا ستشكو البحر مأساة..
ستبوح بأن الرحيل جائر..
وأن الحياة باتت خريفاً..
وأن القدر حمل إليها ما كان غائباً..
ما كان مهاجراً في المنفى..
|