- أعرف صديقي رجل (فزعات) وله حضوره الاجتماعي والانساني
- حدثني بحرقة قائلاً:
- أتاني ذات يوم رجل لا أعرفه قدم نفسه على أنه جاري الساكن في نفس الشارع وطلب مني سُلفة بحجة أن ضيوفاً حلوا عليه فجأة يقول: ما كان مني إلا ان أعطيته مبتغاه وأصر على أهمية مشاركتي لضيوفه عشاءهم! وفي الموعد المحدد ذهبت فكانت المفاجأة التي لم ولن تخطر ببال أحد حين استقبلني شخص آخر اخبرني بأنه صاحب المنزل ولا غيره وليس لديه ضيوف ولا عنده عزيمة ولا يحزنون!!
- (أنقل لكم رواية صديقي ليس من باب الطرافة لزرع الابتسامة وان كنا بحاجة للابتسامة في زمن غابت فيه أو غُيبت! لكنني أحدثكم بها لكي نُدرك كم نحن مخطئون بحق أنفسنا وأمْننا وبالتالي وطننا) !!
- على أية حال قلت لصاحبي:
ما دمنا كذلك وبهذا التباعد الاجتماعي وفي غياب التنظيم الرقابي فلا غرابة ان نكتشف بين الحين والآخر بيوتاً لإيواء الخارجين على النص السماوي والانساني ومستودعات لقتل الإنسان ووأد التنمية بما فيها من عتاد مدمر وعُبوات ناسفة ومنشورات تحريضية!!
- وأمام هذه المعضلة أو الإشكالية الوطنية لا بد من وقفة جادة - ولا أحسبها غائبة عن بال المسؤولين - تُعيد صياغة كثير من التدابير الاحترازية الأمنية وتضيف بعضاً من النظم وتكرس أهمية ومفهوم الانضباطية وبرأي المتواضع ان من بين تلك التدابير التي يمكن لها - بعد توفيق الله - المساهمة في جعل أحيائنا ودُورِنَا آمنة مطمئنة كما كانت وستظل بإذن الله تعالى وباختصار شديد هي:
- إحياء دور عمدة الحي بشكل عملي جدي.
- تفعيل دور العسَس الليلي وتوفير الامكانيات البشرية والأدواتية لذلك.
- إلزام المكاتب العقارية بالتنسيق فيما بينها وبين العُمد فيما يتعلق بعمليات البيع أو الإيجار داخل الحي - أي حي- وفق تنظيمات محددة تُسهل للعُمد معرفة الساكن الجديد من المستأجرين أو المشترين على حد سواء.
- لا بد من وضع آلية مشتركة بين مركز هيئة الحي وأئمة المساجد فيه.
- واختم بالترحم على زمن كنا فيه أخوف ما نكون أمام رجل (العَسّة) لأنها وقفة لا بد لك فيا من تقديم (برنت) كامل!
|