ماذا أقول عن الكرم؟
ماذا أقول عن البذل؟
عن العطاء؟
عن السخاء؟
عن الصبر؟
كيف أصف طيبة القلب؟
كيف أتحدث عن دماثة الخلق؟
كيف أعبّر عن إخلاصك، عن إيمانك، عن إحسانك..؟
**
هل حقا رحلت أبا محمد..؟
دونما مقدمات، أو أي إرهاصات؟؟
كلا.. لم ترحل!
لا أصدق!!
كلا..
بالأمس كنت معنا.. بيننا.. وسطنا..
ننهل من معين نبعك العذب الصافي..
كنتَ لا تفتأ ترشدنا، توجهنا..
تحكي لنا قصة التضحية..
قصة عجيبة.. بدأت باقتحام الطريق الصعب.. وصعود الجبل الوعر.. وتجهم المشاق.. وترك الدعة والراحة والركون إلى الدنيا.
**
لقد وصلت يا دكتور عبدالرحمن..
نعم.. وصلت إلى قمة التألق والبهاء.. وبلغت ذروة البذل والعطاء..
وصلت.. ولم تكمل!!
لم تكمل القصة.. التي شرعت في روايتها،، وسطرت أروع أحداثها..
**
تركتناااا.. ورحلت..
ولسان حالك يقول: (أنتم أكملوا القصة!!)..
**
القصة انتهت..
فلم ندر كيف نختمها!!
لا نعرف كيف نختمها!!
لا نريد أن نتدخل في أحداثها.. فنفسدها..
لقد انتهت القصة.. كأنك يا أبا محمد اخترت نهايتها بنفسك (رحمك الله)..
انتهت في وقت.. كنا فيه.. في أشد التعلق بك.. والحاجة إليك.. والقرب منك..
انتهت.. لتقف مشاريع الكرم والسخاء مذهولة من هول الصدمة.. وشدة الموقف..
انتهت قصة التضحية.. ورحل الشيخ د. عبدالرحمن الجمهور..
**
رحل.. حقاً.. وكأنه ما رحل!!
فقصة التضحية التي تركها لنا.. عادت فصول أحداثها تمشي بيننا.. وتأخذ بأيدينا..
وتواصل هي مسيرة الكفاح والصمود.. وتكون لنا نبراساً نقتفي أثرها.. ونسير على نهجها.. لنصل بإذن الله إلى ما وصل -رحمه الله-..
ونكمل قصة التضحية التي بدأها.. ونلتقي به في جنات ونهر.. في مقعد صدق عند مليك مقتدر..
بإذن الله..
|