خلعنا على المهرجانات والمناشط الداخلية للمدن والقرى اسم سياحة وخدمناها إعلامياً وجعلنا الناس يظنون أن هذه هي السياحة، وصارت الأسر تسمع من أربابها.. ولماذا نسافر ها هي السياحة جاءتنا في عقر دارنا.. فلا تأتوا (بطاري) السفر.
ومن كون أن هذه المناشط هي وسيلة غير القادرين مادياً وانها تنفيس لهم فإنني أرى أن هذا حق لكل مواطن في أن تضم مدينته هذه المناشط طوال العام فالترفيه جزء من الحياة يساهم في تشكيل شخصية الفرد منذ طفولته،و هي ترتب له علاقاته مع الآخرين وتجعله يقضي أوقاتاً جميلة مع من يحب من أسرته وأقاربه وأصدقائه في أماكن جميلة لا تزيده أعباءً في منزله.
** والسفر جزء مهم في حياة الانسان ولابدَّ أن نسهِّل ونيسِّر العوائق التي تجعل من الكثيرين غير قادرين عليه فلم يعد السفر الى أبها او الطائف او جدة قضية مادية كبرى. مهمة هيئة السياحة أن تجعل هذه الأماكن السياحية قادرة على استيعاب الناس بكافة فئاتهم المادية وان تؤسس لذلك مثلنا مثل كل الدول الاخرى التي تقل عنا إمكانيات وطاقات بشرية.
** اما وقد سمَّينا هذه الأماكن الترفيهية والمناشط التي تقام فيها سياحة واظهرناها اعلامياً للناس بهذا الاسم..
فإن الكادر البشري الذي يدير مثل هذه الأنشطة لابد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً كاملاً للتعامل اللبق مع الآخرين.
شكا لي كثيرون من أهالي إحدى المحافظات من بعض أساليب التعامل من موظفات احدى المنشآت الترفيهية هناك..
فلِمَ يُكتفى بتحويل هذه المنشأة لمكان نسائي فقط .. بعد أن كانت فرصة للعائلة بكاملها لقضاء وقت جميل.
بل إن بعض موظفات المنشأة يتشددن مع النساء قولاً وفعلاً ويلاحقن النساء لارتدائهن البنطال وهن عند النساء فقط ويلاحقن الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتعدى أعمارهن العشر سنوات لارتدائهن القصير.. ويغلظن عليهن بدون دليل شرعي في القول بل وقد وصل بالبعض بهن بالطرد وإيقافهن خارجاً عند البوابات بانتظارعودة اولياء أمورهن لأخذهن مع أنهن قد دفعن مبلغ الدخول.
** قد يظن البعض أنها مواقف فردية ليست ذات اهمية وأن الناس بإمكانهم اختيار أماكن أخرى.
القضية أن جذب الناس عبر الوسائل الإعلامية، وإعطاءهم معلومات ودفعهم للحضور لمكان معين عبر مسمى سياحة، والدفع له، ثم وجود من ينكِّد عليهم بل ويخرجهم من المكان.. هذا في حد ذاته يحتاج الى معالجة، ونحن مع كل اجراء يتخذ اذا كان هناك تصرف او سلوك او عمل يخل بتعاليم الاسلام او يمس الاخلاق.
|