لا يمكن أن ننكر.. أن الإنترنت.. أحد أبرز ثورة الاتصالات والمعلومات في السنوات الأخيرة.. قد.. قدَّم للجميع.. خدمات كبرى.. ووفَّر لهم معلومات في كل الميادين بدون استثناء.
** لم يعد هناك شيء غائب أو مخيف..
** ولم يعد هناك دور مهم للمكتبة والكتب.. كل شيء متوفر.. وكل شيء موجود.. معلومات.. صور.. أحداث.. ولكن.. تبقى المصداقية (لِكْ عليها) كما يقول العوام.
** اليوم.. الأبحاث والدراسات والبحوث وتأليف الكتب.. صارت تعتمد بشكل كبير على الإنترنت.
** تجلس أمام الشاشة.. وبوسعك أن تُجهِّز محاضرة أو دراسة عبر وقت قصير.. لأنّ المعلومات أمامك.. ولم تعد في حاجة لتتنقل بين مكتبة وأخرى.. ومركز بحثي وآخر.. أو تتّصل بفلان أو علاّن وتسأله عن هذه المعلومة أو تلك.. أو هذا الكتاب أو ذاك.. كل شيء موجود.. وكل شيء أمامك.. وكل شيء في متناولك.. وكل شيء تحت يدك.
** كان الباحثون إلى وقت ليس بعيداً.. يتردَّدون على المكتبات.. ويعيشون بين الكتب.. وقد يحصلون المعلومة وقد تتيه بين المراجع والمصادر الضخمة والموسوعات.. وقد تتوفر أو لا تتوفر.
** اليوم.. الإنترنت.. وفَّر لك كل شيء.. وسهَّل لك الحصول على المعلومة.. حتى صار الحصول عليها عن طريق الإنترنت أسهل وأقرب من الحصول عليها بشكل يدوي كالسابق.
** غير أن للإنترنت مساوئ لا تُعَدُّ ولا تُحصى.. ابتداءً من المعلومات الكاذبة المضلِّلة والمغشوشة والمدسوسة.. وانتهاءً بمواقع الفسوق والتبرُّج والفساد والانحلال والدّمار الأخلاقي.. فهذا تدمير للأخلاق.. وذاك تدمير للعقول.
** والمواقع التي اعتادت الكذب والدَّجل والتزييف والتزوير.. كثيرة مع الأسف.. حتى صار همُّها وهاجسها.. هو تمرير المعلومات المغلوطة وتزييف الحقائق والتلبيس على الناس وغشِّهم وغمط الحقيقة.
** هي بالفعل.. مواقع هدفها تقديم السموم وغش الناس وتزييف المعلومات واختلاق الأكاذيب.
** هي مواقع فُتحت لهذا الغرض.. يقوم عليها أناس كلهم كذب.. ودجل.. نفوسهم مريضة خبيثة.. لا يريدون الخير للناس ولا للبشرية..
** يتمنون الضرر والمفاسد.. ويكرهون الحق والعدل والخير والسعادة والنقاء والصدق.
** مواقع الإنترنت.. بقدر ما أفادت الطلاب والباحثين والمهتمين بالثقافة والفكر.. وبقدر ما قرَّبت المعلومات وبسَّطتها.. فهي أيضاً.. أضرَّت بالناس.. وقدَّمت لهم سموماً أخطر من سموم الجسد.. بل هي سموم العقل والفكر..
** المشكلة.. أنّ الإنترنت اليوم.. في كل بيت.. وفي كل مكتب.. وفي كل مقهى.. بل في السيارات أحياناً.. والناس.. لم تعُد تستغني عنه.. فصار جزءاً من حياتها اليومية.. رغم كل ما فيه من المساوئ والأخطار.
** كنا نعتقد.. أنّ الفضائيات.. هي الخطر.. وهي السيئة فقط (وهي كذلك لا شك) ولكن.. صار الإنترنت.. أخطر وأسوأ.. وأكثر ضرراً.
|