المستوطنون يشكلون سلسلة بشرية للاحتجاج على مشروع الانسحاب من قطاع غزة
متطرفون يهود يستهدفون الحرم القدسي في إطار الصراع السياسي الإسرائيلي

* غزة - القدس - القاهرة - بلال أبو دقة - الوكالات:
يبدو ان الاسرائيليين يحاولون تصفية حساباتهم في اي مكان ولو في الحرم القدسي الشريف من اجل تحقيق مكاسب سياسية معينة، او هذا على الاقل ما يستفاد مما ذكره وزير اسرائيلي ان متطرفين يهوداً يسعون الى خلق اضطراب سياسي من خلال انتهاك حرمة الحرم القدسي، في وقت تتفاعل فيه الازمة السياسية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي وزعماء حزبه الذين يعارضون خططه الانسحاب من غزة.
وفيما يتصل بالصراع الاسرائيلي الداخلي فقد حذر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنيغبي في حديث تلفزيوني مساء السبت من وجود نوايا لدى يهود متطرفين للمس بالحرم القدسي الشريف من أجل تغيير الوضع السياسي.
وقال هنيغبي في الحديث الذي أورده موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت (نشعر أن مستوى التهديد على الحرم القدسي، بمعنى تنفيذ يهود متشددين ومتطرفين عملية ما، ارتفع في الاشهر الأخيرة وفي الاسابيع الاخيرة على وجه الخصوص أكثر من أي وقت في السابق، وذلك من أجل قلب الاوراق وتغيير الوضع السياسي).
وأضاف الوزير (يوجد خطر بأن هناك من يرغب في استغلال المكان الاكثر حساسية والاكثر قداسة للمسلمين لتنفيذ عملية معادية أو المس بالموقع نفسه، بالمسجد أو بالمصلين، أملاًَ بأن ذلك سيؤدي إلى سلسلة من الاحداث تقود إلى تقويض العملية السياسية.
لدينا إثباتات تؤكد خوفنا، أي هناك نيات حقيقية تنتقل إلى الصعيد التنفيذي وليس أفكار فقط).
يشار إلى أن جماعات يهودية متطرفة تزعم كاذبة أن المسجد الاقصى مقام في المكان الذي كان يوجد فيه ما يسمى (هيكل سليمان).وتسعى تلك الجماعات ومن أشهرها (أمناء جبل الهيكل) لهدم المسجد من أجل إعادة بناء الهيكل.
وقال الوزير الاسرائيلي ان اعتداء كهذا يهدف الى نسف خطة شارون (عبر اثارة سلسلة من ردود الفعل).
وقال وزير الامن (لدينا معلومات مقلقة تفيد بان الامر ليس مجرد تخريف بل افكار ملموسة).
ويعارض المستوطنون بشدة خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة.
واتخذت حكومة شارون في بداية حزيران - يونيو قرارا مبدئيا بانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة في نهاية 2005 على ابعد حد واجلاء مستوطناتها الـ21 فيها واربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية.وفي اطار هذا الصراع الداخلي الاسرائيلي ايضا فقد بدأ وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم امس الاحد حملة لعدم اشراك المعارضة العمالية في الحكومة خلافاً لرغبة رئيس الوزراء ارييل شارون.
ورأس شالوم مساء امس الاحد اجتماعا ضم المئات من اعضاء اللجنة المركزية لحزب الليكود للاحتجاج على مشاركة حزب العمل في الحكومة وخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة، كمال علم لدى الحزب اليميني.
وقد شكل آلاف الاسرائيليين المعارضين لمشروع الانسحاب من قطاع غزة أمس الاحد سلسلة بشرية تمتد تسعين كيلومتراً من القدس الشرقية الى شمال قطاع غزة.
وقال المنظمون في مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة اكبر منظمات المستوطنين: إن هذه السلسة حققت نجاحاً لا سابق له (بمشاركة اكثر من مائتي الف شخص).
من جهتها نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن الشرطة ان عدد المشاركين قدر (بأكثر من سبعين ألف شخص).
وفي الساعة 00 ،19 بالتوقيت المحلي (00 ،16 تغ) أنشد المشاركون النشيد الوطني الاسرائيلي على طول السلسة التي تبدأ عند حائط المبكى.
وقدم الإسرائيليون في مجموعات وعائلات من المستوطنات أو من بلدات داخل اسرائيل في مناطق متفرقة لتشكيل هذه السلسلة.
في القدس امتد المتظاهرون على طول شارع يافا الأكبر في المدينة وحملوا الأعلام الاسرائيلية ولافتات تندد بمشروع الانسحاب من قطاع غزة ومن أربع مستوطنات أخرى معزولة في الضفة الغربية.
كما قام شبان بتوزيع ملصقات كتب عليها (الشعب مع غوش قطيف) في اشارة الى مجموعة المستوطنات في جنوب قطاع غزة كما كان آخرون ينشدون الأغاني الوطنية وسط حراسة أمنية مشددة.
وطلب من المتظاهرين البقاء على الأرصفة لتجنب إقفال المرور أمام السيارات.
وارتدى العديد من المتظاهرين قبعات وقمصاناً برتقالية اللون حيث تحول هذا اللون الى رمز لرفض المستوطنين الثمانية آلاف الذين يعيشون في قطاع غزة الانسحاب من هذه المنطقة.