- اسم الكتاب: علم النفس والإعلام العسكري
- الطبعة الأولى، السنة: 1425هـ - 2004م
- المؤلفون: د. عبد الرحمن محمد القحطاني، أ. عماد رمضان مصطفى علي، أ. راشد سعود بداح السهلي، أ. خالد سعيد آل سعد.
- حجم الكتاب: 255 صفحة من الحجم المتوسط
* الثقافة - س. د. ز:
يبدأ الكتاب بتعريف النفس Psyche التي يعنى بها علم النفس، ذلك لفك الارتباط بين النفس الخاصة بعلم النفس والنفس التي هي الروح والتي هي من أمر ربي، فيعرف النفس على أنها (جوهر الإنسان ومحرك أوجه نشاطه المختلفة سواء إدراكية أو حركية أو فكرية أو انفعالية أو أخلاقية، سواء أكان هذا على مستوى الواقع أو على مستوى الوهم، والنفس هي الجزء المقابل للبدن في تفاعلهما وتبادلهما التأثير المستمر والتأثر مكونين معاً وحدة متميزة نطلق عليها الشخصية تميز الفرد عن غيره من الناس وتؤدي به إلى التوافق في حياته). وتمضي التعريفات في الفصل الأول من الكتاب لتعرف علم النفس Psychology بأنه (العلم الذي يدرس سلوك الكائن الحي)، والسلوك هنا هو (كل نشاط يقوم به الكائن الحي من قول أو فعل أو نشاط عقلي)، كما يشمل الفصل الأول عرض مبادئ علم النفس وعلم النفس العسكري.
أما الفصل الثاني فنجده يركز على دوافع السلوك Behavior Motivation والانفعالات (Emotions) ويعرف الدافع بأنه (نوع من التوتر يدفع الفرد للقيام بنشاط معين لإشباع حاجة أو تحقيق هدف معين) وبالطبع، فالدوافع لها أهمية للمدني والعسكري على السواء؛ حيث إن الحرب تقوم من أجل دافع معين وإن الحياة تسير طبقا لترتيب الدوافع وقوتها وأهميتها بالنسبة للفرد، حتى الفئة المارقة من الإرهابيين من المؤكد أن لهم دوافع، لكنها دوافع مريضة تقودهم لأفعالهم المشينة. ويعرض هذا الفصل الانفعالات بشكل يفيد العسكريين في ضبط انفعالاتهم في المجال العسكري.
وفي الفصل الثالث تم تناول موضوع التعلم وعملياته الأساسية لما للتدريب والتعلم من أهمية في المجال العسكري؛ فيعرض هذا الفصل لطبيعة التعلم وتعريف التعلم ومدى أهمية التعلم في حياتنا وشروط التعلم وأهم نظريات التعلم وما مدى النتائج للتعلم والتدريب في المجال العسكري، ولعل الشاهد على أهمية التعلم في الحياة العسكرية مقولة نابليون بونابرت أحد أشهر القادة العسكريين في تاريخ البشرية والتي تقول (إن الطريقة المثلى لدراسة علم الحرب وكسب المعركة فيما بعد، هي قراءة الحملات الحربية لكبار القادة ثم إعادة قراءتها المرة بعد المرة). ولعل نابليون هنا جمع مبادئ التعلم في مقولته. ويعرض الرابع موضوع العمليات المعرفية Cognitive Processing كالانتباه، والإدراك، والإحساس، والذاكرة، والتفكير بوصفها عمليات مهمة يحتاجها القادة والمربون والأفراد، لأن تلك العمليات هي التي تحدد السلوك الإنساني وتوجهه. ويتناول هذا الفصل العمليات المعرفية كونها مؤثرة في سلوكيات أفراد القوات المسلحة وقياداتها.
ولما لموضوع الشخصية Personality من أهمية وشمول لكل الصفات والخصائص الجسمية والعقلية والوجدانية المتفاعلة مع بعضها البعض داخل الفرد؛ فقد احتوى الفصل الخامس على موضوع الشخصية وكيفية قياسها وتطويرها وما هي أهم العوامل والأبعاد المميزة للشخصية العسكرية. أما في الفصل السادس فيتناول الكتاب موضوع الصحة النفسية Mental Health، والأمراض النفسية Neuroses، والأمراض العقلية Psychoses حيث الحديث عما قد يصيب الشخصية من أمراض واضطرابات نفسية أو انحرافات سلوكية بدأت جميعها تتزايد وتنتشر أكثر وأكثر في عصرنا الحديث، حيث تعقدت الحياة كثيراً فزادت حدة الصراعات، وارتفع مستوى الطموحات وانتشرت مسببات القلق والتوتر وعوامل الاكتئاب والمخاوف، وكل ما يصاحب ذلك من آثار سلبية مدمرة تنعكس على مستويات الصحة النفسية للأفراد في معظم المجتمعات في محاولة - من خلال هذا الفصل - لتصحيح بعض المفاهيم المرتبطة بالمرض العقلي والمرض النفسي واضطرابات الشخصية، مع عرض بعض النقاط عن الاضطرابات السيكوسوماتية Psychosomatic disorders التي هي أمراض جسمية ذات جذور نفسية، ولم يغفل المؤلفون في هذا الفصل موضوع عصاب الحرب، وهو تلك الأمراض النفسية التي تظهر في ميادين القتال وكيفية علاجها.
أما الفصل السابع فيعرض عمليات الاختيار والتوجيه في المجتمع العسكري ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب The Right Man in The Right Place ومن خلال هذا الفصل عرض كيف نستطيع اختيار أفراد قادرين على حمل لواء المجتمع العسكري وتوجيههم ووضعهم في مكانهم الصحيح.
وفي الفصل الثامن نجد شرحاً لأهم موضوعات الرأي العام والإعلام حيث يعتبر هذان الموضوعان في أي مكان وزمان رمزاً من رموز التطور والوعي البشري لأي مجتمع فوق كل أرض تنعم بالسيادة الوطنية، ويعمل على دعم الاستقرار الأمني والنفسي لأبنائه، وتم التأكيد في هذا الفصل على الإعلام والحرب وبخاصة دور الإعلام في الحروب الحديثة في منطقة الخليج.
وفي الفصل التاسع عرض لحرب تغيير السلوك التي ليست ببعيدة عنا وهي الحرب النفسية التي تشن على المجتمعات بصفة عامة في هذه الأيام بصورة كبيرة، وتشن على المجتمعات الإسلامية خاصة بصورة أكثر ضراوة، وتعد هذه الحرب من الأسلحة المستخدمة من جانب الدول في الحروب الحديثة؛ لأنها تقوم بالدور الفعال في قتل إرادة الشعوب وتحطيم معنوياتهم والحصول على الاستسلام دون حرب عسكرية. وقد شمل هذا الفصل أيضا نموذجا للحرب النفسية الأمريكية على العراق.
أما الفصل العاشر فيتعرض لموضوع اضطرابات الضغوط التالية للصدمة Posttraumatic Stress Disorders هذه الاضطرابات التي تنتج عن الكوارث، سواء الطبيعية كالزلازل والأعاصير والسيول والفيضانات، أو التي هي من صنع البشر كالإرهاب والحروب والاغتصاب والاختطاف والتعذيب. ولعل هذا الفصل يطبق على هذا التوقيت بالذات والذي تمر به الأمة العربية من: إرهاب لا يفرق بين ساجد لله أو طفل صغير أو أنثى، وتعذيب كلنا نعرف من أين أتى وكيف يحدث لإخواننا في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة، وحروب طاحنة مرت بها منطقة الخليج خلال العقدين الماضيين ومن آثارها احتلال العراق كشاهد عليها.
ويعرض هذا الفصل أيضا نماذج من اضطرابات الضغوط التالية للصدمة لدى الأمريكيين في حرب فيتنام، ولدى الكويتيين جراء صدمة العدوان العراقي، ولدى جنود عاصفة الصحراء، وكذلك عرض لموضوع الصراع العربي - الإسرائيلي واضطرابات الضغوط التالية للصدمة.
ويعد الكتاب عرضاً مبسطاً وشاملاً لموضوعات مهمة في علم النفس والإعلام العسكري تعدل بعض المفاهيم الخاطئة عن علم النفس والإعلام.
|