تحدث عظمة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور سلطان عمان إلى وكالة الأنباء السعودية عن نتائج مباحثاته مع جلالة الملك فيصل، وما إذا كانت ستسفر عن عقد اتفاقيات سياسية أو اقتصادية فقال عظمته أود أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه كلمة إلى الشعب السعودي الشقيق المضياف، وإنني أولا اشكر جلالة الملك فيصل على كل ما لاقيته من حسن استقبال وكرم، وكذلك أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي المستشارين الوزراء والشعب السعودي الشقيق الذين بادروني بنفس الحفاوة والتأهيل، كما أود ايضا أن أشكر جلالة الملك فيصل على تفهمه العميق وإعطاء الكثير من وقته الثمين للأمور المهمة التي تم بحثها والتي تهم أيضا مصلحة البلدين واخيرا وليس آخرا أرجو الله عز وجل أن يوفقنا لخدمة امتنا العربية والإسلامية بالتعاون والتكاتف والتفاهم الذي لمسته في زيارتي هذه للمملكة العربية السعودية والى جلالة مليكها- حفظه الله- ثم انه ليس لدي ما أقوله هنا إلا أنه بين العائلة الواحدة والبيت الواحد لا توجد اتفاقيات أيا كان نوعها إذ إننا جميعا نعمل للمصلحة المشتركة، وفي معرض الاجابة عن سؤال مندوب الوكالة حول الإنجازات التي حققتها عمان تحت قيادته قال عظمته: في الحقيقة أهم الإنجازات التي تمكنا من تحقيقها في هذه الفترة القصيرة من الزمن هو رفع مستوى التعليم إذ لم يمكن في البلاد أكثر من مدرستين حكوميتين والآن- والحمد لله- أصبح لدينا عدد كبير من المدارس أي ما يقارب السبعين مدرسة البعض مفتوح الآن، والباقي تحت التنفيذ، كذلك لم يكن في البلاد مدرسة للطالبات إلا اننا الآن لدينا مدرستان، وعدد الطالبات حوالي الالفين، كذلك لم يكن في البلاد أكثر من مستشفى واحد وعدد قليل من المستوصفات إلا أنه الآن أصبح عدد المتسشفيات بما فيها الكبيرة والصغيرة مالا يقل عن أربعة وعشرين مستشفى وعدد كبير من المستوصفات، كذلك بدأنا في إنشاء شبكة طرقات كبيرة في بلدنا لإيصال المدن والقرى ببعضها، وقد تم حتى هذا اليوم تحقيق ثلث هذا المشروع كذلك يجري الآن إنشاء ميناء كبير في مدينة مطرح لاستقبال أكثر سفن العالم التجارية، وقد قارب القسم الاول من هذا المشروع على الانتهاء - والحمد لله- كما وأننا قد بدأنا العمل في إنشاء ميناء آخر لسلاح البحرية العمانية، وأيضا قد بدأنا بإنشاء ميناء جوي دولي، ومن المنتظر- إن شاء الله -أن يستقبل الطائرات بجميع أنواعها وسوف يتم إنهاء هذا المشروع في النصف الأول من السنة القادمة.
كما وإني مؤمل في مجهودات الجميع من مسؤولين ومواطنين مخلصين ان تسهل مهمتنا في تحقيق أهدافنا تجاه بناء الوطن ورفعه الى المستوى المطلوب.. وعن دور عمان في كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة قال عظمته: ان دور عمان في هاتين المنظمتين لا يختلف عن دور بقية الاعضاء المخلصين، وقال السلطان قابوس ردا على سؤال مندوب الوكالة حول موقف عمان من الصراع بين الامة العربية والصهاينة المعتدين، وكذلك اعتداء الهند الظالم على باكستان المسلمة قال: ان موقفنا هو استنكار حاد لهذا الاعتداء الماكر الذي لابد وأن وراءه ايد خفية مخربة تهدف الى تشتيت شمل المسلمين وتفكيكهم عن بعض حتى يحققوا ما يصبون إليه من أهداف هدامة والله نسأل أن ينصر إخواننا المسلمين على من اعتدى عليهم، كما وإني أعزي أهالي الذين أقدموا وبادروا بالكفاح في سبيل دينهم ووطنهم، ونسأله عز وجل أن يتغمدهم برحمته.
واختتم عظمته حديثه للوكالة بالإجابة عن سؤال حول الوسائل التي يراها تحد من انتشار المبادئ الهدامة فقال: إن الوسائل التي أراها هي التمسك بديننا والعمل على ما جاء بشريعته السمحة، والحفاظ على تقاليدنا العربية الإسلامية الأصيلة، وعدم اتاحة الفرصة للمخربين ليفرقوا بيننا ومكافحتهم بكل الوسائل الممكنة والمتوافرة لدينا.
|