Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

10-7-1391هـ - الموافق 31-8-1971م - العدد 328 10-7-1391هـ - الموافق 31-8-1971م - العدد 328
رأي سياسي
لا شيوعية بين العرب..!

تكاد الشعوب العربية قاطبة تجمع على رفض الشيوعية واستنكار تغلغلها الخبيث ومبادئها الالحادية المدمرة ونشاط أحزابها وعملائها.. فبينما وقف السودان العربي المسلم وقفته الصامدة ازاء الضغوط الشيوعية الماكرة والتهديدات الاستعمارية السافرة حين اقدم بجرأة وبسالة على قمع نشاطها في ارضه واسئصال جذورها وتصفية منظماتها وقادتها وجيوبها المنتشرة.. بينما حصل هذا وأثار حفيظة المعسكر الشيوعي العالمي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي.. نجد ان عدداً من الدول العربية الاخرى تشارك في درء الخطر المحدق عن بلادها فتبادر الى اتخاذ اجراءات قوية وصارمة وصريحة.. فقد حرم العقيد معمر القذافي قيام الشيوعية في بلاده وحذر من قيام أي نشاط او تنظيم حزبي. ومع انه رحب بصداقة حكومته مع روسيا والصين الشيوعية إلا انه أكد رفض الشيوعية وعدم السماح للتدخل في شؤون بلاده الداخلية.. واتهم القذافي بالخيانة كل من يحاول انشاء أحزاب سياسية في بلاده، ولن تقبل بلاده وجود الحزب الشيوعي ابداً..!
ولعمري انها خطوة مباركة موفقة فليس من شك ان الدول الشيوعية عندما غزت البلاد الاخرى ومنها بعض الدول العربية وزودتها بالسلاح والخبراء والمال لم تكن في الحقيقة تهدف انعاش تلك البلدان وتقويتها ودعم صمودها في وجه خصومها حسبة وتطوعاً بل ان الغزو الفكري كان الهدف الأول والاخير واشاعة الفوضى والضعف والالحاد كان هو الدافع الاكبر لربط الصلات وتقديم المعونة.. وسبقت التجربة في مصر وسوريا والسودان وغيرها من بلاد العرب.. وما نتائج تلك التجارب ببعيدة عن الاذهان، ونحن اذ نكبر الموقف الليبي بالنسبة للشيوعية ومريديها لابد ان نشيد بالموقف المماثل الذي اتخذته دولة الكويت الشقيقة ازاء هذا الاخطبوط الخبيث.. فقد اعلن الشيخ سعد العبدالله السالم وزير الداخلية والدفاع الكويتي ان حكومته لا يمكن ان تسمح بأي نشاط شيوعي في الكويت او بقيام احزاب. واكد ان قيام الاحزاب لن يجر وراءه إلا الصراع بين المواطنين ولن يأتي بالخير على الكويتيين ودولتهم.
ان هذا الموقف من قبل حكومة الكويت ومسؤوليها ليميط اللثام بوضوح عن تحسس الغيارى من القادة العرب ورؤسائهم بالخطر المحدق بهذه الأمة والمتبرقع بواجهات الزيف والكذب والخداع..
ولابد ان ينجلي هذا للآخرين ان عاجلا او اجلا، فتنفتح عيون العرب والمسلمين -المخدوعين منهم- على ما يبيت لهم اصدقاؤهم الحمر من مكائد ومصائد وفرقة وشتات وهم يلوحون لهم بشعارات الحرية والديمقراطية والسلام، تلك الشعارات التي اتعبت أكف جماهيرهم من التصفيق وحناجرهم من الهتاف، ثم تبين انها لا تحمل في طياتها غير الفقر والكفر والدمار.. فهل بعد ذلك من دليل وهل غير التمسك بالاسلام ومثله من سبيل؟

(عربي)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved