هناك الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة والكثير من حالات الطلاق أن الانفصال تكون بسبب الشخير، فهو يعتبر مشكلة صحية واجتماعية شائعة، فيجب على المريض الذي يعاني من الشخير ان يحرص على زيارة الطبيب المختص والمتمكن في أقرب وقت ممكن قبل أن تعمل هذه المشكلة على خلق العديد من المشاكل الصحية لديه وكذلك الاجتماعية، حيث ان الطبيب المتمكن يستطيع ان يقدم التشخيص الدقيق ومن ثم إعطاء الحل العلاجي المناسب من خلال الأجهزة والتقنيات الحديثة.
ولأهمية هذا الموضوع التقينا بعدد من استشاريي طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة للتعرف على الأمور التي ترتبط بهذه المشكلة ولتقديم أفضل الطرق العلاجية، ومعنا في هذا اللقاء فيصل المسلط استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بالمركز ليطلعنا على كيفية علاج الشخير
تعريف الشخير
* دكتور فيصل المسلط.. ما هو التعريف الطبي للشخير؟ وهل يعتبر الشخير من الأمراض الشائعة؟
- الشخير هو صوت ينتج عن انسداد جزئي بالمجاري التنفسية العليا وناتج عن اهتزازات في الأنسجة الرخوة في الحلق واللهاة، وقد يكون متواصل وقد يكون متقطع، ويحدث عادة والمريض نائم على الظهر وفي بعض الحالات يحدث والمريض نائم على الجنب، والشخير يعتبر أحد الأمراض الشائعة، وتفاوتت الدراسات في نسبة انتشاره، فمنها ما يقول إنه منتشر بنسبة 40% من سكان الوطن العربي، وهو يكثر عند الرجال منه عند النساء ويزيد مع تقدم العمر.
زيادة الوزن والشخير
* ما هي أسبابه؟ وما هي الأمراض التي ترتبط أو تؤدي للشخير؟
- هناك أسباب من الممكن التحكم فيها كالوزن الزائد، فالشخير يكثر عند الأشخاص المصابين بالسمنة أو الذين عندهم زيادة في الوزن، وفي المقابل هناك أشخاص يشخرون وليس لديهم زيادة في الوزن، وهناك عوامل خلقية تؤدي للشخير والتي قد تكون في مجرى الهواء العلوي، حيث قد يكون هناك على سبيل المثال ضيق في مجرى الهواء بسبب تضخم في اللوز، أو ضيق بسبب عوامل جينية وخلقية في الأنسجة الرخوة، أو قد يكون بسبب عوامل خلقية أخرى كأن يكون الفك السفلي صغير نسبياً، وهذا يؤدي إلى ضيق في مجرى الهواء، وقد يكون أيضا بسبب التضخم في اللسان فقد يكون اللسان كبيراً فهذا يؤدي أيضا إلى ضيق في مجرى الهواء، كذلك من الأسباب انه قد يكون هناك مشاكل في الأنف كميلان في الحاجز الأنفي أو تضخم في القرنيات أو اللحميات في الأنف، فمن المعلوم ان ضيق الأنف يساعد على الشخير من خلال تدفق الهواء بشكل معين وزيادة الضغط الثابت داخل الحلق، الأمر الذي يؤدي إلى الاهتزازات ومن ثم الشخير، لكن السبب الرئيسي لهذا الشخير يكون في الأنسجة الرخوة في الحلق، ومن هذه الأمراض التي تساعد على الشخير نقص وظائف الغدة الدرقية، كذلك ما أثبتته الدراسات ان الأشخاص المصابين بالسمنة في الجزء الأعلى من الجسم هم أكثر عرضة للإصابة بالشخير من الأشخاص الذين لديهم سمنة في كل الأطراف، وكذلك الزيادة في العنق وهذا ما يحدث عند كثير من الحالات ممن يكون الجسم لديهم سليم لكن لديهم زيادة في العنق وقصر القامة.
النوم على الظهر
* يقال ان النوم على الظهر يؤدي إلى الشخير وكذلك التعب والإرهاق، هل هذا صحيح وهل صوت الشخير لا يحدث إلا أثناء النوم فقط؟
- الشخير يحدث عند كثير من المرضى الذين ينامون على الظهر لأن اللسان يسقط إلى الخلف فيحدث عادة ضيق في مجرى الهواء، أيضا عندما يكون الشخص متعب ومنهك وكثير من المراجعين يؤكدون ذلك، فعندما يكون الشخص متعبا يحدث ارتخاء في العضلات بصورة أكثر، والشخير هو الذي يسمع أثناء النوم، لكن الأصوات الأخرى التي تحدث مع التنفس أو الأصوات التي تحدث لدى مرضى الربو فهذا ليس شخير، كذلك المصابين بضيق في مجرى الهواء العلوي لأسباب كثيرة منها مرضية فقد يحدث لديهم أصوات مع الشهيق فهذا ليس بشخير، فالشخير هو الصوت الناتج عن الاهتزازات في الأنسجة الناعمة أثناء النوم.
ارتخاء في عضلات الجسم
*ولماذا لا يحدث إلا أثناء النوم فقط ؟ وهل هذا الأمر يحدث لدى جميع الناس؟
- بسبب ارتخاء في عضلات الجسم جميعها، ومن هذه العضلات عضلات مجرى الهواء العلوي، ومجرى الهواء العلوي فيه عدة آليات تساعد على فتحه، لأن مجرى الهواء العلوي في الإنسان بالذات يختلف عن باقي الكائنات الحية، ففي جميع الكائنات تستخدم للأكل والتنفس والإنسان يحتاج لعدة وظائف، فمن خلال المجرى هذا يحدث التنفس ويحدث الأكل ويحدث التحدث أي الكلام فهذه ثلاث وظائف، وكل وظيفة تحتاج إلى مواصفات مختلفة في مجرى الهواء العلوي، بعض الوظائف تحتاج إلى ان يكون مجرى الهواء العلوي جدار صلب وعندما يكون لينا يحصل هناك دمج بين جميع الوظائف، وأكثر الناس يضيق مجرى الهواء لديهم أثناء النوم، لكن الإنسان الطبيعي لا يؤثر الضيق الذي يجري في مجرى الهواء على الهواء الذي يتدفق إلى الرئتين ولا يحدث شخير، لكن الأشخاص الذين لديهم قابلية كالمصابين بزيادة في الوزن أو زيادة في حجم العنق أو مشاكل خلقية في مجرى الهواء العلوي يكون لديهم قابلية، فالنوم مع ارتخاء العضلات وضيق مجرى الهواء بنسبة أكثر يحدث الشخير.
التنفس من خلال الفم
* هل التنفس من خلال الفم له دلالات معينة؟
- معظم المصابين بالشخير كلهم تقريباً يتنفسون من الفم أثناء النوم، وهذه إحدى العلامات للإصابة بالشخير، لأن الطبيعي هو التنفس من الأنف، لأن الله سبحانه وتعالى هيأ الأنف للتنفس من خلال وصول الهواء إلى القصبة الهوائية، ومجرى الهواء العلوي يكون اكتسب رطوبة، وبسبب التنفس من الفم يشكو أغلب المرضى من الجفاف في الفم عند استيقاظه من النوم بل يستيقظ أثناء نومه ليشرب الماء.
|