Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

أهمية الإسعافات الأولية أهمية الإسعافات الأولية
العناية الفورية التي تقدم إلى الشخص الذي يعاني من الإصابة أو التعرض للمرض بصورة مفاجئة

لا أحد منا ينكر أهمية الإسعافات الأولية وما لها من دور هام في إنقاذ حياة من يتعرضون لحوادث قد تودي بحياتهم إذا لم يسعفوا في الوقت المحدد ومن هنا جاءت أهميتها، ويؤكد العديد من الأطباء أن الإسعافات الأولية تعتمد بالدرجة الأولى على المهارات البشرية وكذلك على الأجهزة والأدوات بالدرجة الثانية لذا ينبغي على من يقدم هذه الخدمة الجليلة أن يكون ملماً بكيفية التعامل معها ويحسن تقديم العناية الفورية للأشخاص الذين يعانون من إصابات أو أمراض مفاجئة وكيفية إمكانية أن يقدم الشخص المساعدة لنفسه أو لغيره في مثل هذه الظروف، وذلك يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أهداف الإسعافات الأولية.
والمحافظة على حياة المصاب وكذلك الحد قدر الإمكان من تفاقم الإصابة من أبجديات العمل الإسعافي، كما أنه لا بد من تأهيل من يقوم بعمليات الإسعافات الأولية ليكون على درجة عالية من الكفاءة بعد التدريب النظري والعملي، من خلال هذا الحوار مع الدكتور مازن حميد استشاري الجهاز الهضمي، والدكتور محمد حلواني طبيب عام سوف نسلط الضوء على أهمية الإسعافات الأولية:
* د. مازن ما هي الإسعافات الأولية، وماهي أهدافها؟
- الإسعافات الأولية هي العناية الفورية التي تقدم إلى الشخص الذي يعاني من الإصابة أو التعرض للمرض بصورة مفاجئة وتشتمل هذه على مساعدة الشخص لنفسه أو لغيره وهي جزء لايتجزأ من حلقة الخدمات الطبية وتساهم في إنجاح العلاج الطبي النهائي ولا تغني عنه، والإسعافات الأولية تقدم دون الاعتماد على أي أجهزة أو أدوات سوى المهارات البشرية، ومن أهداف الإسعافات الأولية: العناية الفورية بإصابات الحوادث والأمراض المفاجئة، المحافظة على حياة المصاب، الحد قدر الإمكان من قدر الإصابة مع المقدرة على التمييز بين ما يجب عمله وما لا يجب عمله، المساعدة على الشفاء بإذن الله.
* من هو الشخص المؤهل لأن يقوم بعملية الإسعافات الأولية، وماهي المسئوليات التي يجب أن يتقمصها؟
- بلا شك فإن معظم الأشخاص يستطيعون تقديم الإسعافات الأولية على درجة عالية من الكفاءة بعد التدريب النظري والعملي، ويجب على الشخص التعامل السليم مع الموقف الإسعافي الشخصي للمصاب والإصابة نفسها.
إن المعرفة والمهارة في الإسعافات الأولية قد تعني الفارق بين الحياة والموت والعجز الدائم والمؤقت والشفاء السريع والعلاج الطويل، أما ما هي مسؤوليات مقدم الإسعافات الأولية فهناك العديد من المسؤوليات من أهمها: المحافظة على السلامة الشخصية وعدم التعرض للخطر، تقييم الحالة بسرعة وكفاءة وطلب المساعدة اللازمة فوراً.
وهنا يجب ان تكون قراراتك وتصرفاتك منسجمة مع الظروف المسببة للحادث أو المرض المفاجىء، معرفة الإصابة ودرجتها ونوعية المرض قدر المستطاع، تقديم العلاج المبدئي بكفاءة حسب الإمكانيات المتاحة وحسب الأولويات، كما يجب مراعاة عدد الأفراد المصابين والبيئة المحيطة ومدى توفر المساعدة الطبية.
في بعض الأوقات يكون العمل ضرورياً لإنقاذ الحياة وفي أحيان أخرى لا تكون هناك حاجة للعجلة حيث توجه الجهود وتنصب فقط للوقاية من تفاقم الإصابة والحصول على المساعدة وطمأنة المريض الذي قد تكون حالته النفسية سيئة، الاتصال بالجهة المسؤولة عن إسعاف المرضى ليتم الإجراء المناسب والنقل حسب الحالة، التصرف بهدوء وحكمة وتقديم المساعدة بكفاءة وثقة مع متابعة الحديث مع المصاب لتهدئته وكسب ثقته، عدم تحريك المصاب إلا في حالات معينة، عدم إعادة العظام البارزة أو الأحشاء إلى مكانها، لا يُعطى المصاب أي طعام أو شراب قبل وصول الفريق الطبي،كل ذلك يجب أن يطبق في إطار من الأخلاق الحميدة وعدم إفشاء الأسرار.
* د. حلواني عند مواجهة حالة طارئة تستدعي تقديم الاسعافات الأولية لها ماهي الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع هذا الموقف؟
- أقول لكل من يواجه مثل هذه الحالات اتباع العديد من النقاط التي ستكون بإذن الله حامية لحالة من تُقدم له الاسعافات من المضاعفات وأولها: لابد أن يحاول المسعف أن يحتفظ بهدوئه ورباطة جأشه في هذه الحالة لكي يستطيع السيطرة على تفكيره وتقديم المساعدة المناسبة دون ارتباك أو تسرع مما قد يتسبب في إعاقات أو ماشابهها لا قدر الله.
ثانياً: يجب أن يضع من يُقدم الاسعافات الأولية في ذهنه عدم المخاطرة لأنه لو يصاب أو يفقد حياته أثناء تقديم الاسعافات الأولية فلن يستطيع إسعاف أحد من المصابين وبهذه الحالة تعرض هو للخطر وبقي من يحتاج للاسعافات دون إسعاف.
ثالثاً: عدم الإقدام على تحريك المصاب دون حاجة، وبصورة عامة هناك ثلاث حالات تدعونا لتحريك المصاب من الموقع عدا ذلك فلا داعي لنقله وهي: إذا كان الموقع يهدد حياة المصاب مثل: وجود حريق، نقص في الأوكسجين، إمكانية حدوث انفجار، إمكانية انهيار المكان، إذا كان لا بد من تحريك المصاب للوصول إلى مصاب آخر كأن يكون أحدهم في ممر وهو يعطل الوصول إلى مصاب آخر في داخل الغرفة مثلاً أو يكون عند باب السيارة التي أصابها الحادث وتريد ان تصل للمصاب في الناحة الأخرى، إذا كان عليك أن تضع المصاب في مكان أكثر ملاءمة لتقديم العناية مثل: عمل الإنقاذ الرئوي حيث يجب أن يكون المكان صلباً ومستوياً.
* هل هناك قواعد عامة متعارف عليها يتم بموجبها نقل المصاب؟
- بالتأكيد هناك العديد من القواعد المتعارف عليها ومن أهمها: ألا تحمل أكثر مما لا تستطيع عند تقديم خدمة الإسعافات، عندما تحمل شخصاً استخدم ساقيك ولا تستخدم ظهرك، اجلس القرفصاء ثم انهض على رجليك دون أن تحني ظهرك، امش ببطء ولكن بخطى ثابتة وتجنب الحركات الفجائية وكذلك تجنب ثني المصاب واحرص على عدم ثني العمود الفقري عموما أو منطقة الرقبة خصوصاً.
* ماهي الطرق الوقائية التي يمكن من خلالها الحد من الحوادث التي يتعرَّض لها الأطفال؟
- هناك العديد من طرق الوقاية من الحوادث التي يتعرّض لها الأطفال فهنالك الطرق الوقائية من حوادث السيارات وبهذه الحالة لا بد من تعويد الأطفال على استخدام الأحزمة أو المقاعد الخاصة بالرضع والتي تثبت بشكل جيد في السيارة وعدم حضن الطفل، وعدم السماح بقيادة السيارة للأطفال حتى يكبروا ويصرف لهم رخص قيادة، كما أن التوعية المبكرة للأطفال حول قوانين المرور والإرشادات الضوئية مهمة لتعويد الطفل على الطرق الوقائية بهذا الجانب.
الوقاية من الغرق
عدم ترك الأطفال دون 3 سنوات بمفردهم في أحواض الاستحمام أو تجمعات المياه، وعدم ترك الطفل دون مراقبة قرب أحواض السباحة كما يجب على الأهل الالتحاق بدورات الإسعافات الأولية لتعليم طرق الإنعاش القلبي الرئوي، والحماية من الحروق بعدم شرب أي شيء ساخن أثناء حمل الطفل، وضرورة وضع المواد الساخنة والأطعمة بعيدا عن حافة الموقد أو المنضدة، ومنع الأطفال من لمس مصادر الماء الساخن أثناء الاستحمام، الانتباه دوماً لأعواد الثقاب والسجائر المشتعلة وإبعادها عن الأطفال، استخدام الأغطية لمصادر الكهرباء وجعلها مرتفعة عن مستوى الأرض ما أمكن، وبالنسبة للحماية من الجروح فلا بد من الانتباه دائما لوضع السكاكين والأدوات الحادة في مكان بعيد عن متناول الطفل، والانتباه لقطع الزجاج المكسورة والتي يمكن ان تسبب جروحا نازفة، وعدم ترك أي أدوات تستخدم في الخياطة كالإبرة والدبابيس وشفرات الحلاقة في متناول الطفل، وهناك العديد من الطرق الوقائية التي يجب اتباعها لتجنيب الأطفال الكثير من المخاطر، ويمكن الرجوع لكتيب (الإسعافات الأولية) الذي صدر ضمن سلسلة الحبيب الطبية، وهو متوفر في الصيدليات ومكتبة العبيكان.
* نأمل في نهاية الحوار أن تحدثونا عن أهمية صيدلية المنزل (الحقيبة الإسعافية) وماهي المواد التي يجب أن تحتويها؟
- أجمع الأطباء على أهمية وجود حقيبة للإسعافات الأولية في كل منزل وسيارة وأقل ما يمكن أن تحتويه هذه الحقيبة مسحات طبية، ورباط شاش معقم، وقطن معقم، ورباط مثبث، ومادة منظفة ومعقمة مثل: ديتول أو السافلون أو ميكروكروم، وميزان حرارة، وقفازات مطاطية، ومصباح كشاف إن أمكن، وقطع لاصقة، ورباط ضاغط، ومشمع لاصق (بلاستر)، وقطع شاش معقم، ومقص، وورق وقلم لتدوين الملاحظات، وإذا كان أفراد المنزل ممن حصلوا على دورات تدريبية أم لا لابد من وجود كتاب عن الأسعافات الأولية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved