كنت أرى طلَّته عبر صحيفتنا (الجزيرة)، وكنت لا أحمل أي انطباع عنه عدا كوني أعرفه مساعداً لمدير التعليم في القصيم. ولما أن كان يوم الاحد المستنير بتاريخه 23-5-1425ه حلَّت أمسية للدكتور حبيب بن معلا اللويحق ضمناً لمهرجان بريدة الترويحي، وبعد أن حلَّق دكتورنا الهمام في فضاءات شعرية ماتعة إذا ب(فهد) يحل ضيفاً عزيزاً في هذه الأمسية.. بعدها حللنا ضيوفاً مع ضيفنا حبيب في برج بريدة، فعرفت أن (فهد) ليس صورة في الجريدة فحسب.. والله لقد رأيته متواضعاً متبسطاً هاشاً وباشاً.. لم يتعالَ على مَن حضر.. بل إنه يسلم عليك وكأنه يعرفك من حقب سالفة..
بعدها علمت ان الشاعر الذي يقول: (تراه إذا ما جئته متهللاً) يقصده.. بل لا يريد سواه!
سَمَت نفسه.. وعلى قدره.. فكان أسمى من أن يتكبر.. أو يتعالى.. رأى ثلة ونحن في جلستنا في البرج الشهير، فقام من مكانه.. وسلم بحرارة.. وقال: أنتم ضيوف لنا، فحللتم في داركم .. وطاب لكم السكن.. عجبت له .. بل الحق أني عجبت من تواضعه، من هنا ادركت صدق المقولة التي تهتف بأن الإنسان إذا نُصِّب موضعاً فتواضع، فاعلم ان قدره أعلى من هذا المنصب.. ولم يبهرني تواضعه فحسب، بل إن أخلاقه التي هامت في ذرى السحاب أجبرتني أن أطأطئ رأسي عنده خجلاً، فلقد رأيته ذا سمت ووقار يبتسم في هدوء دون ضجيج، بل دون افتعال أيضاً.. وحينما حانت ساعة وداع الحبيب (حبيب) أجبره على البقاء مدة من الوقت حتى يتسنى له أن يدعوه إلى (حاتمية أحمدية) دون تصنُّع للكرم.. أو تظاهر بالرئاسة.. لقد عشت معه سويعات فأبهرني.. ونام قريراً في عيني.. فهب أني عرفته منذ زمن.. أعتقد لو أني كذلك لما كفاني أن أسطر حرفاً أو حرفين.. بل قدره.. كتب وأسفار.. وعساي بعدها أن أوفيه حقه.
|