ألو..
كلمة شبه معربة تتناقلها الأفواه ملايين المرات في اليوم والليلة في عالمنا العربي، بل أصبحت هي الكلمة المألوفة عند مباشرة التحدث في الهاتف.
فأول ما ينطق به المتصل هي ألو.. وكذلك المجيب.. ألو..
والكلمة في الأصل كلمة أجنبية (إنجليزية) Hello. والترجمة العربية لها هي مرحباً أو أهلاً أو نحوها، ولكنها لا تستخدم عند مباشرة التحدث في الهاتف سواء في الإتصال أو استقبال المكالمات إلا في حالات نادرة لدينا. والمشكلة إذا دققنا التمعن في هذه الكلمة بعيداً عما تعنيه بالعربية أو بمعنى آخر عند تجريدها مما تقابله في العربية.
ماذا تعني الو؟.. أ..ل..و.. لا أعتقد أن لها معنى.
وكيف انتقلت إلى العربية دون تحوير له معنى؟ ومتى انتقلت؟ ومن أول من استخدمها من العرب؟
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الاستعمار الانجليزي والأوروبي لبعض الدول العربية كان له دور كبير في انتقال مثل هذه المفردات أو الكلمات من الغرب إلى الشرق، وكلمات أخرى في الاتجاه المعاكس، كما أن للبعثات العربية إلى الخارج في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أيضا دوراً في تداول مثل هذه المفردات، ولا ننسى دور التجارة والتجار في انتقال المفردات بل والثقافة وبعض العادات والتقاليد والمذاهب والأديان من دولة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر.
نعود مرة أخرى للحديث عن الكلمة (الو)، فالكثير من الناس لا يعلم ماذا تعني هذه الكلمة وما هو أصلها.. يستخدمها فقط لأنه يسمع الآخرين يرددونها، فيقوم بترديدها، وهكذا..
بل قد تكون في فترة من الفترات كلمة موضة (Modern) أو (Trend) لا يجب التنازل عنها. وهذه مشكلة من المشكلات العربية العويصة التي لن تحل في ليلة وضحاها.. إنها مشكلة التقليد الأعمى والمحاكاة للآخر. والمشكلة الأكبر أن المحاكاة والتقليد في الأمور التافهة أسرع انتشاراً، وبقاؤها أطول لدى مجتمعاتنا العربية.
وعلى الرغم من أن هناك كلمة عربية قريبة من أصل الكلمة (Hello) وهي (أهلاً)، وهذه بدورها مشتقة من (هلّ) وتناقلتها العرب على ما يبدو من الأهلة أو اطلالة القمر عندما يكون على شكل الهلال، وهي كلمة ترحيب.
ويقال فلان هلَّ أي قدم. إلا أنها لم تستخدم كبديل لكلمة ألو، للأسف، طوال هذه الفترة الزمنية.
ينتهي بنا المطاف بطرح هذا التساؤل، وأترك الإجابة لجمهور القراء والمسؤولين عن اللغة العربية وتعريب المفردات المتداولة بين أفراد المجتمع (مجامع اللغة) والمحافظين أو المدافعين عن اللغة العربية، لغة العروبة والإسلام.
|