التاجر (حسين) ولد في السنغال وتزوَّج بها ورزق بها ذرية ولقد جاء والده إلى السنغال منذ زمن.
ولقد يسر الله للتاجر (حسين) أن فتح محلاً لبيع السجاد والموكيت، وولده له محل في نفس مجاله، وأغلب بضاعتهما من دول شرق آسيا والصين والدول الأوروبية.
ولما سألته - وقد جئته مشترياً - عن البضاعة السعودية قال لي: لا يوجد في السوق كله، لا في السنغال ولا في غيرها من دول الجوار، سجاد أو موكيت صناعة سعودية. فقلت له إن عندنا مصانع كثيرة في السعودية للسجاد والموكيت، وبضاعة هذه المصانع نوعية ممتازة وبألوان شتى وأسعار مقبولة.
فقال لي نحن لا نعلم عنها شيئاً، ولا أدري لماذا لا يأتي التجار بالصناعة السعودية؟! وأظنهم يعرفونها وليست ميسَّرة لهم.
سمعت كلام التاجر حسين واستغربت أن تغيب المصانع السعودية عن السوق في غرب أفريقيا. وأخذت أبحث في كل مرة أدخل فيها السوق في داكار عاصمة السنغال، أو في الدول المجاورة مثل: جامبيا وغينيا كوناكري، وسيراليون وساحل العاج، فلم أجد إلا القليل النادر من الصناعة السعودية التي تصل لهذه البلاد. فمثلاً في مجال الصناعة الغذائية: العصائر والبسكويت والتمور والأجبان والزيت والزيتون والكاتشب والحليب بالنكهات، هذه شبه معروفة في الأسواق السنغالية. وفي مجال السجاد والموكيت والبطانيات والمفارش كذلك. وفي مجال بطاريات السيارات والزيوت للمكائن كذلك. وفي الألمنيوم والحديد كذلك. وفي مجال الأدوية كذلك. وفي مجال الزراعة والمكائن الزراعية. وفي مجال البنوك الإسلامية والخدمات المالية المطابقة للشريعة.
وهناك أمور أخرى غابت عني لأنني لست متخصصاً في هذا المجال.
ولكنني أدعو أصحاب المصانع السعودية أن يبادروا كما بادرت الشركات التي هي في بلاد أبعد عن الغرب الأفريقي من بلادنا - حفظها الله - في التسهيل للتجار بالاستيراد من المملكة ودعم الصناعة السعودية الجيدة هناك وخصوصاً أن الغرب الأفريقي سوق كبيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة.
ولا شك أن الصناعة السعودية إن وجدت تسهيلاً في التصدير وفي مجال الإعلان عنها سوف تجد لها قدماً راسخة في بلاد غرب أفريقيا.
سائلاً الله للجميع النجاح والتوفيق.
|