- سأبدأ مداخلتي هذه بطرح التساؤل التالي:
- هل تحتاج وظيفة (صب) القهوة إلى خبرة عشر سنوات؟!
- هذا ما اشترطته إحدى المؤسسات الوطنية في إعلانها في الجريدة حين اعلنت عن حاجتها لمن يشغل وظيفة قهوجي من السعوديين على أن تكون لديه خبرة لا تقل ولاحظوا كلمة لا تقل عن (10) سنوات!!
- حقيقة استفزني هذا الإعلان حد الحنق باعتبار ان العملية برمتها لا تحتاج لمثل هذه الاشتراطات الخبراتية فالمسألة كلها (صب قهوة ومد فنجال) ونحن أهلها - أهل القهوة - وأصحاب الكيف فيها ألم يقل الشاعر عطا الله بن خزيم من الخبراء:
قِمْ سوْ ما يَطربْ له الكيف يا ضيف
فِنْجال بن كالِفْ الكيف وافي |
وتبعه في نفس السياق الشاعر محمد مشعي الدوسري حين قال:
البن هو الكيف مع شبة النار
وباقي الشراب اللي يقولون خَلَّهْ |
وعندما أحس الشاعر إبراهيم الديحاني بأن الشاي بدأ بمنافسة القهوة قال:
اشرب الفنجال واكب البيالة
طيبٍ واحب سلم الطيبيني |
- والقهوة تعتبر الواجهة الأولى لإكرام الضيف كما قال الشاعر سعد بن مساعد من أهل نفي على ما أعتقد:
أول قراهم دلتين وترحيب
ترحيبةٍ سهلة بنفسٍ رفيعة |
- وعرفتها الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري كما يذكر ذلك الأستاذ عبدالرحمن السويداء في مؤلفه (القهوة العربية).
- من هنا فالقهوة شراباً وإعداداً وتقديماً ليست بدعاً جديداً على مجتمعنا
- وبالمناسبة فلا أرى من بأس في استعانة المتقدمين لهذه الوظيفة حتى ممن يملكون خبرة الـ(10) سنوات! بالاستعانة بقصيدة الشاعر الكبير محمد العبدالله القاضي المشهورة في كيفية صُنع وإعداد القهوة فهي بحق (روشتة) كافية يستحق معها (براءة اختراع) فلا يضاهيها أي قصيدة في الموضوع.. أما إدارة صب القهوة فقد كفانا الشاعر فهد بن حمد الغسلان من بقعاء مؤنة ذلك عندما قال:
وصبه كفيت العوق للحاضرينا
قص الجماعة يا ملامن يمينا |
- وما دام الشيء بالشيء يُذكر كما يقولون فقد تذكَّرت الآن تلك الأغنية التي يصدح بها منشدها حين يقول:
بالله صبوها القهوة وزيدوها هيل
صبوها للنشامى ع ظهور الخيل |
- وينتصب أمامي الآن ذلك التساؤل
ما معنى أن نقرأ مثل هذا الإعلان؟!!
- سأترك لكم اجتهادية الإجابة.
- أما أنا فلم يَعُد لدي ما أقوله سوى (صب قهوة)!!
|