ليس منا من رفع السلاح علينا
محمد العطيفي/عضو الجمعية السعودية للإعلام-الرياض

هذا الوطن غالٍ، وعندما نقول (الوطن) فإننا نعني الأرض بحجارتها وهضابها وسهولها وبحرها وبرها ومدنها وقراها وهجرها وكل ذرة تراب فيها، وكل إنسان يمشي على وجه هذه الأرض مهما كان عمره أو نوعه أو لونه أو حجمه.
ونعني أيضاً أمنه الذي هو جزء لا يتجزأ منه بل جزء لا يتجزأ من دمائنا التي تجري في عروقنا، لأن هذا الأمن لم يتحقق لولا الدماء التي بذلت لتوطيده منذ عهد الدولة السعودية الأولى وحتى الآن.
كان الهدف ولا يزال بحمد الله واحداً وهو إقامة دولة التوحيد بنموذجها الوسطي الذي هو وسط بين طرفين، فقام هذا الكيان الذي أصبح ولله الحمد كالشجرة الوارفة الظلال التي تقي من وهج الشمس وحر الصيف وزمهيرير البرد وقر الشتاء وتؤتي ثمرها في كل الفصول.
من يدرك هذه النظرة على إيجازها يعرف قيمة أمن هذا البلد ولذلك ترى أن كل الرؤوس تلتفت عندما يمس أمنه بسوء وكل العيون تتجه صوب مكان واحد هو مكان خلل هذا الأمن وتصرخ كل الحناجر عند تلك اللحظة على من يحاول أن يعبث بهذا الأمن أو يصيبه بسوء.
وليس بمستغرب أن نجد أننا جميعاً التفتنا ونظرنا وصرخنا بصوت واحد بوجه من دمر وفجر وقتل مهما كان هذا الشخص وممن كان، لأن كل من التفت كان يعلم بالضرورة أن الأمن سور ساتر واق تتكون حبيباته من اهتمام كل واحد منا وأي تخل عن هذا الاهتمام هو ثغرة في هذا السور الساتر.
أما من يقتل ويفجر فلم يعد من لبنات السور ولم يعد من هذه الحبيبات الصغيرة التي تسعى لحفظ الأهل والأرض والأمن بعد حفظ المولى عز وجل، ولذلك فإن لسان الحال يقول: