طالعتنا الصحف اليومية الصادرة صبيحة يوم الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1425هـ الموافق 6 يوليو 2004م ابان تغطيتها لوقائع حفل جائزة أبها لهذا العام بحديث مميز من رجل مميز في الادارة والسياحة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير - وفقه الله لكل خير - فكثيراً ما عودنا سموه الكريم على الظهور في الوقت المناسب لوضع النقاط على الحروف حيث قال سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في فندق قصر أبها: (أعاتب الصحافة السعودية لتركيزها في ابراز الحفلات الغنائية فقط، وتساءل سموه: لماذا يتم تجنب النشاطات الثقافية والدينية؟! ذاكراً بأن هناك 1600 فعالية دينية في صيف أبها لهذا العام مشدداً على أن مسؤولية الصحفيين هي كشف الحقائق وعدم التواطؤ مع أعداء هذه البلاد في تشويه الصورة المشرقة للمملكة)أ.هـ.
لن أزيد على كلام سمو الأمير لأنه واضح وصريح جداً لكن أود التأكيد على نقطة مهمة أوردها سموه في ثنايا حديثه وهي التجاهل الغريب من الصحافة السعودية حيال الفعاليات الثقافية والدينية ونحن نعلم مدى حرص الدولة - رعاها الله - على نشر الدعوة داخل البلاد وخارجها، وأصدقكم القول بأني لم أقرأ في أي صحيفة ان مهرجان أبها لهذا العام سينظم 1600 فعالية دينية! وأعتقد أن أمثالي كثر، مما يجعلني أعيد وأكرر تساؤل واستغراب سمو الأمير خالد حول عدم التغطية الكافية لتلك الفعاليات خصوصا في ظل معطيات الاحداث الراهنة التي يتطلب معها التنوير والتبصير لعموم الأمة عبر الأخذ عن العلماء والدعاة المعتبرين ونحن نعيش أزمة فكر مستورد قاد للدمار والفساد وأهلك الحرث والنسل، إن الصحافة - كما هو معلوم - هي السلطة الرابعة لدورها الفاعل والمؤثر في صنع الرأي العام فعندما يكون تركيزها منصبا على فعالية معينة دون غيرها بتغطية موسعة وشاملة ويكون نصيب الفعاليات الأخرى مربعاً صغيراً في أسفل الصفحة فإنها - أي الصحافة - قد ساهمت بشكل غير مباشر في خلق انطباع غير جيد عن الوطن بأكمله لدى المتلقين وأعطت الضوء الأخضر للغوغائيين ليسفروا عن وجوههم القذرة، إنني أعلم تماما - يا سادة - بأن اخواني رجال الصحافة بمختلف ميولهم لديهم من الغيرة على هذا الوطن ما يعجز اللسان عن وصفه، لذلك فإني أناشدهم بأن يستشعروا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يفوِّتوا الفرصة على كل من يريد الاصطياد في الماء العكر وأن يدركوا بأنهم في حرب من نوع آخر لتفنيد كل المزاعم والترهات التي تثار ضد وطننا الغالي، وأجزم بأن عتاب سمو الأمير خالد الفيصل للصحافة السعودية إنما هو عتاب المحب لدينه ووطنه المدرك لمكانة السعودية في قلب كل مسلم بوصفها أرض الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في شتى بقاع العالم، فالسعودية غالية وعزيزة ولن نسمح لأي أحد أن ينال منها ما دام فينا عرق ينبض.
وفي الختام تحية تقدير وإجلال من الأعماق لدايم السيف خالد الفكر والثقافة على موقفه النبيل غير المستغرب ودامت السعودية الدوحة الظليلة الآمنة لكل إنسان، وعلى دروب الخير نلتقي.
|