قرأت على موقع في الإنترنت دراسة قامت بها جامعة أمريكية عن أثر الصفع على الوجه على الأطفال، والدراسة تذكر بأن الطفل الذي كان يصفع على وجهه ما بين سن الثانية وسن السادسة بمعدل أربع مرات أسبوعياً كان يعاني من مشاكل في الانسجام مع المجتمع المدرسي إضافة إلى تأخره الدراسي.
والحقيقة ليس هذا ما لفت انتباهي في الدراسة (على أهميته) لكن ما أثار دهشتي وذعري في الوقت نفسه، أنه في جزء من الدراسة يذكرون بأن مقاييس الدراسة حينما طبقت على (الأطفال الأمريكيين من أصول إفريقية أو من أصول إسبانية).
فإن النتيجة تختلف!! فتذكر الدراسة أن العنف أمر طبيعي ومتعارف عليه في تلك الأعراق بحيث يكون انعكاسه على الأطفال طفيفا وغير مؤثر ذلك التأثير القوي مقارنة بشبيهه الطفل الأبيض من نفس الفئة العمرية.
هذه النتيجة لا أدري كيف توصل لها البحث هل هي نتيجة دراسات طويلة، أم هو استنتاج مسبق وضع قسراً على الدراسة بحيث يقسم العالم إلى قسمين أعراق بيضاء متطورة ترفض المعاملة غير الإنسانية وسريعة التأثر بها، وأعراق أدنى لديها القدرة على تحمل الضرب والإهانة بجميع أشكالها؟؟
أذكر منذ أعوام قريبة في (انتفاضة القدس) وعندما كان النزف البشري في فلسطين من الشهداء بصورة يومية كتبت صحفية غربية (يبدو أن الأمهات الفلسطينيات إحساسهن بالأمومة منخفض بحيث يدرجن أبناءهن إلى المعارك بهذه الصورة اليومية اللامبالية) في الحقيقة أنا لم أقرأ ما كتبته ولكن أذكر أن هناك عاصفة من ردود الفعل المستنكرة في العالم العربي دارت حول نظرة تلك الصحفية المسرفة في فوقيتها.
الولايات المتحدة مهما حاولت أن تعطي شعبها طابعا عالميا وتحتوي جميع الأعراق بداخلها، لكن الثقافة (الأنجلو ساكسونية) للمهاجرين الأيرلنديين الأوائل هي الطاغية والغالبة في كل الأحوال.. وتظل الشعوب الأخرى تعامل كمخلوقات نادرة وجميلة في غابة استوائية.
على كل حال هذا هو منطق القوة وشروطها ومخرجاتها، وهذا ما نكابده نحن كشعوب اختارت أن تجلس في المقاعد الخلفية وترمق العالم بكل الغيظ والبغض وعدم الرغبة في استعمال المركبة الحضارية.
|