رعاية المهرجانات الوطنية والفعاليات الترويحية والتعاطي معها ووعي أهدافها جزء من واجبات القطاع الاقتصادي، ليس من باب الحديث عن المثاليات ونداء الانتماء والمواطنة والواجب الاجتماعي فقط، بل من خلال وجوب الوعي بأهداف مثل هذه الفعاليات السياحية والترويحية، لأننا نؤمن أن صناعة الترويح وتحويل مناطق المملكة بتنوعها الجغرافي والمناخي وتنوع موروثها الحضاري وخصائصها السكانية والاجتماعية وثراء هذا المخزن وتلك الخصائص يجعل منها مناطق جذب سياحي عالية القيمة شديدة الثراء إذا ما تم تشكيل رؤية سياحية صالحة للتطبيق وتم تفعيل هذه الخصائص وتوظيفها بالشكل الصحيح. إنني ما زلت أذكر فكرة مفادها (إذا أردت الوصول للعالمية فعليك أن تغوص أكثر في المحلية) لأن الآخرين يهتمون بما لديك أنت بخصائصك أنت حتى وإن كانوا مواطنين في المملكة نفسها، لأن الناس ينجذبون إلى التغيير وليس إلى التكرار والنمطية. وفي هذا السياق فإن المجموعة عندما اختارت رعاية مهرجان بريدة الترويحي كانت تنطلق من مفهوم المكتسبات المعنوية ومن تقديرها لحجم المدينة وقدرتها على جذب الزوار وثراء مخزونها الوطني والفكري والاجتماعي، ولثقتنا بأن عائد هذه الرعاية سيكون مجدياً على كافة المستويات المعنوية والمادية. لهذا فإنه يمكن القول: إن ما قدمه مهرجان بريدة الترويحي الذي ما زال في مرحلة البناء وفي خطواته الأولى يعتبر مبشراً ودلالة واسعة على أن هناك أرضية صالحة لبناء صناعة ترويحية ممتازة، وفكراً تنفيذياً قادراً على استيعابها وتطويرها، كما أن هناك متلقين وبنية اجتماعية تقدر هذا المنتج وتدعم تحقيقه لأهدافه.
*صاحب مجموعة الدريبي للتطوير والاستثمار العقاري |