لا أدري ما هو الدور الذي تلعبه إدارات المرور في المدن والمحافظات عند رسم المخططات العقارية السكنية.. تقاطعات الشوارع والإشارات الضوئية دائماً ما تكون ذات وضع عشوائي مما يتسبب في حوادث نخسر بسببها أعز ما نملك، في القرى والمدن ذهبت أرواح شابة ضحية الحوادث المرورية التي يشترك في مسبباتها إدارات المرور لغيابها عن المشاركة في تخطيط الأحياء والشوارع.
- أخوف ما أخاف منه ان يصدق من يقول ان المرور لدينا صار همه كسب أكبر قدر من القسائم المرورية التي تنهك كاهل المواطن، ورأيت بعيني ولمرات دورية للمرور تتربص خلف كابينة كهربائية - أي تتخفى - وترصد قطَّاع إشارة مرورية في أحد أحياء العاصمة ليستلموا - القطَّاع - من زملاء لقائد هذه الدورية في طرف الشارع قسائمهم المرورية !!
تصوروا هذا الأسلوب العقيم الذي لا يؤدي أي شيء يمنع تجاوز الإشارة أو حدوث حادث مروع يذهب ضحيته البريء والمجرم.
- ما زالت الإدارة العامة للمرور عاجزة عن إيجاد آلية توعوية تحد من الحوادث المرورية التي تشكل أكبر مسبب للوفيات في المملكة، وأحسب ان هذه المعضلة ستتواصل ما دام عند المرور الأهم وهو (كشط) المخالفات المرورية الذي يتم بنجاح يشد الانتباه !
- مصائب عظيمة وخسائر باهظة للأفراد والوطن تسببها الحوادث المرورية، وأمر عجيب ان تركز الدراسات العلمية على حجم الخسائر وتغفل الجانب التوعوي الذي يكون في الغالب تقليدياً وسطحياً وفاشلاً إذا ما تم، والماضي من الأيام يؤكد ذلك.. لا نريد الشاب يقف عند الإشارة الضوئية ويقلب عينيه يميناً ويساراً بحثاً عن رجل المرور، وإن لم يجده أطلق روحه لقدرها متجاوزاً الإشارة الحمراء لينجو أو يهلك.. ولا نريد شاباً يبحث عن مركبة سرعتها 240كم أو تزيد ليستعرض سرعة سيارته ويخسر أهله أغلى ما يملكون.. لا نريد شباباً يتجمهرون لرؤية (مجنون) يعبر عن جنونه بطريقته الانتحارية وهو يقود مركبته.. كثير ما لا نريد.
- وشيء مما نريد، هو ان يستثمر كافة النجوم والمشاهير للمشاركة في التوعية المرورية، وأن تتدخل إدارة المرور وعبر مختصين في الإعلانات التجارية المتعددة لوكلاء السيارات.. والبعد عن التقليدية في الدروس المقدمة للراغبين في الحصول على تصاريح للقيادة.. وأن يفعّل الدور الديني وبيان المحظور الشرعي للمخالفات المرورية المتعمدة.. وكذلك إعداد دورات تدريبية للمعلمين لتبيان الوسائل الناجحة لتوعية الطلاب من مخاطر التهور في القيادة وبأسلوب غير مباشر حتى تنجح الرسالة، وأخيراً.. نعم ما أكثر الكلام وما أقل العمل.. والله المستعان.
|